للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يوما مشهودا بالحوش، فاستمروا على ذلك إلى بعد العصر فنزلت الأمراء وانفض ذلك الجمع.

وفي يوم الأربعاء سلخه نزل السلطان وتوجه إلى نحو المقياس وأقام به إلى بعد العصر، وعاد إلى القلعة.

*****

وفي جمادى الأولى طلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر.

وفي ذلك اليوم طلع قاصد صاحب تونس وصحبته تقدة حافلة للسلطان، قيل إنها قومت بعشرة آلاف دينار، وهي ما بين قماش فاخر وخيول وسلاح وغير ذلك، فخلع عليه السلطان كاملية صوف بسمور ونزل من القلعة.

وفيه طلع قاصد بن عثمان ملك الروم وعلى يده مطالعة للسلطان، فأشيع بين الناس أن ابن عثمان أبا يزيد ضعيف على خطة، وقد نزل عن الملك إلى ولده الصغير الذي يسمى سليم شاه وصار متملكا على بلاد الروم عوضا عن أبيه أبي يزيد، فجاء القاصد ببشارة ذلك.

وفي ذلك اليوم أنفق السلطان الجامكية الخامسة التي استجدها برسم المماليك التراكمة وأولاد الناس، كما تقدم ذكر ذلك.

وفي يوم الجمعة ثاني هذا الشهر وردت الأخبار بوفاة السلطان المعظم المفخم المغازي المجاهد المرابط ملك الروم وصاحب مدينة الروم بالقسطنطينية العظمى وما مع ذلك من الفتوحات، وهو السلطان أبو يزيد بن السلطان محمد بن السلطان مراد خان بن أبي يزيد المعروف بيلدرم بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان بن عثمان الأكبر الذي مات شهيدا بالغزاة وكان مولد السلطان أبا يزيد سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، وولى على ملك الروم وجلس على سرير الملك يوم السبت تاسع عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وثمانمائة، وأقام فيه إلى سنة ثمان عشرة وتسعمائة، فقدمت الأخبار بوفاته يوم الجمعة ثاني جمادي الأولى من هذه السنة، فكانت مدة ولايته على مملكة الروم نحوا من ثلاث وثلاثين سنة إلا أشهرا، وفتح في أيامه عدة مدن من بلاد الفرنج، وانتشر ذكره بالعدل في سائر الآفاق، وكان من خيار ملوك بني عثمان قاطبة.

ولما مات خلف من الأولاد الذكور ثلاثة: هم قرقد بك وكان أكبرهم، وأحمد بك، وسليم شاه الذي عهد له بالملك بعده، فتولى على ملك الروم في حياة والده أبي يزيد، وقد جاءت الأخبار بولايته على مملكة الروم قبل وفاة أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>