الإمام أبي بكر الصديق ﵁، فكان بالجامع يوم مشهود، واجتمع به قراء البلد والوعاظ.
ومن النوادر الغربية أن قاضي القضاة محيي الدين يحيى بن الدميري لما ولي القضاء لبس له طوقا، وهذا بخلاف زي القضاة، ولا يعلم حجته في ذلك.
وفيه رسم السلطان إلى الزيني بركات بن موسى المحتسب بأن يتسلم شرف الدين بن روق الذي كان ولي التحدث على الخزائن الشريفة، فتسلمه على عشرين ألف دينار، فلما تسلمه شكه في الحديد ونزل به من القلعة حتى يكون من أمره ما يكون.
وفيه، في يوم السبت سادس عشرينه، خلع السلطان على قاصد ملك الفرنج الفرانسة وأذن له بالسفر.
وفيه عزم السلطان علي قاصد ملك الكرح ومد له سماطا بالبحرة التي بالميدان، وخلع عليه وأذن له بالسفر.
وفيه، في يوم الأحد سابق عشرينه، عزم السلطان على قاصد شاه إسماعيل الصفوي فجلس معه في المربع الذي بالميدان وفرجه على لعب الكرة، ثم دخل به إلى البحرة التي ببستان الميدان، وأظهر في ذلك اليوم أنواع العظمة بحضرة القاصد، ومد له هناك أسمطة حافلة، حتى أدهشه مما رأى في ذلك اليوم من حسن النظام وتزايد العظمة.
وفيه في يوم الاثنين ثامن عشرينه، حضر قاصد بن رمضان أمير التركمان وعلى يده تقدمة حافلة للسلطان.
ومن العجائب أن في هذا الشهر اجتمع عند السلطان نحو من أربعة عشر قاصدا، وكل قاصد من عند ملك على انفراده، فمن ذلك قاصد شاه إسماعيل الصفوي، وقاصد ملك الكرج، وقاصد بن رمضان أمير التركمان، وقاصد من عند ابن عثمان ملك الروم، وقاصد يوسف بن الصوفي خليل أمير التركمان، وقاصد صاحب تونس ملك الغرب، وقاصد من مكة، وقاصد الملك محمود، وقاصد ابن درغل أمير التركمان، وقاصد من عند نائب حلب، وقاصد من عند حسين الذي توجه إلى الهند، وقاصد ملك الفرنج الفرانسة، وقاصد البنادقة، وقاصد على دولات، وغير ذلك قصاد من عند جماعة من النواب.
وفيه، في يوم الثلاثاء تاسع عشرينه، كان ختام ضرب الكرة بالميدان، وكانت جماعة من هؤلاء القصاد حاضرين، فلما انتهى ضرب الكرة قام السلطان وطلع إلى الحوش وجلس بالمقعد، وأحضروا قدامه ثيرانا تتناطح وكباشا، ومد في ذلك اليوم أسمطة حافلة وعزم على الأمراء المقدمين قاطبة وكذلك القصاد. فلما صلى الظهر خرج وأحضر مماليك يلعبون بالرمح فوقع بينهم في ذلك اليوم خصمانية، حتى تعجب القصاد من ذلك،