وفي يوم الخميس ثامن عشرة خرج المحمل الشريف من القاهرة في تجمل زائد، وكان له يوم مشهود حتى ارتجت له القاهرة، وكان أمير ركب المحمل الأمير سومان باي الدوادار الكبير ابن أخي السلطان. وبالركب الأول الأمير بك باي أحد الأمراء العشراوات الذي كان نائب القدس قبل ذلك.
وفي هذه السنة حج جماعة كثيرة من الأعيان منهم الأمير خاير بك، أحد المقدمين الألوف الذي كان كاشف الغربية قبل ذلك، وحج الشرفي يونس بن الأقرع نقيب الجيوش المنصورة وغير ذلك جماعة من الرؤساء بالديار المصرية. وحجت في هذه السنة زوجة الأمير طومان باي ابنة الأمير أقبردي الدوادار، ووالدتها بنت خاص بك، وحجت أيضا زوجة الأتابكي سودون العجمي، وغير ذلك جماعة من مشاهير الستات، وحج شيخ العرب الأمير أحمد بن بقر، وحج حسام الدين بن بغداد وجماعة من مشايخ عربان هوارة.
وغير ذلك من الأعيان.
وفي يوم الاثنين ثاني عشرينه حضر إلى الأبواب الشريفة يخشباي حاجب حجاب دمشق، وكان ولي نيابة صفد ونيابة حماة ثم ولي نيابة طرابلس ثم بقي بعد ذلك حاجب حجاب دمشق، وكان صهر الأتابكي دولات باي قرابة العادل، فحضر إلى الديار المصرية بطالا، فعين له السلطان لما حضر تقدمة ألف وصار يقف مع الأمراء المقدمين.
وفي يوم الاثنين تاسع عشرينه رسم السلطان بتوسيط أربعة أنفار قد سرقوا وقتلوا ووجب عليهم القتل، فوسطوهم في الرملة.
*****
وفي ذي القعدة - في يوم الأربعاء ثانيه - نزل السلطان وتوجه إلى المقياس وأقام به إلى بعد العصر، وطلع وشق من الصليبة في موكب حافل.
وفي يوم الخميس ثالثه قبض السلطان علي شمس الدين بن عوض ووكل به بجامع القلعة إلى أن يكون من أمره ما يكون.
وفي يوم الاثنين رابع عشرة نزل السلطان وتوجه إلى المقياس، وعزم على الأمراء المقدمين قاطبة، وجلس هو وإياهم في القصر الذي أنشأه على بسطة المقياس، ومد لهم في ذلك اليوم أسمطة حافلة، ونصبت الأمراء لهم صواوين على شاطيء البحر الذي تجاه الجيزة، وأغدق عليهم في ذلك اليوم بأشياء كثيرة من حلوى وفاكهة وغير ذلك، فأقام هناك إلى قريب العصر ثم نزل في الحراقة وتوجه إلى بولاق، ونصب له في الحراقة سحابة أطلس أصفر، وقيل إنه ألبس الأمراء المقدمين في ذلك اليوم لكل واحد منهم سلارى ما بين شق وسمور، وكان ذلك اليوم بالسلطاني.