للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابي زويلة إلى القلعة، وكان في نفر قليل من العسكر، ومشي الوالي ورءوس النوب قدامه بالعصي والزيني بركات بن موسى المحتسب من بولاق إلى القلعة.

وفي يوم الأربعاء سادس عشرينه نزل السلطان وسير إلى جهة المطرية ثم عاد إلى القلعة.

وفي ذلك اليوم ختم البخاري بالحوش السلطاني في خيمة كبيرة وحضر القضاة الأربعة ومشايخ العلم، وفرقت الصرر على من له عادة من الفقهاء، وخلع على القضاة الأربعة ومن له عادة من العلماء، وكان ختما حافلا.

وفي هذا الشهر كان سعر الحلوى المشبك والمنفوش في غاية الارتفاع بموجب غلو السكر والفستق فرفعت هذه القصيدة إلى القاضي بركات ابن موسى المحتسب بمعنى أنواع الحلوى وذكرت فيها أشياء لطيفة فمن ذلك قولي:

لقد جاد بالبركات فضل زماننا … بأنواع حلوى نشرها بتضوع

حكتها شفاه الغانيات حلاوة … ألم ترني من طعمها لست أشبع

فلا عيب فيها غير أن محبها … يبدد فيها ماله ويضيع

فكم ست حسن مع أصابع زينب … بها كل ما تهوي النفوس مجمع

وكم كعكة تحكي أساور فضة … وكم عقدة حلت بها البسط أجمع

كفوف من الحلوى غدت مبسوطة (١) … لكم بدعاء صالح تتضرع

وكم قد حلا في مصر من قاهرية … كذاك المشبك وصله ليس يقطع

وفي ثوبه المنفوش جاء برونق … فيا حبذا أنواره حين تسطع

وقد صرت في وصف القطايف هائما … تراني لأبواب الكنافة أقرع


(١) - الشطرة مكسورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>