ما قرره عليه من المال، ورسم للوالي بأن يقعده على البلاط من غير فرش، وهذه ثاني نكبة وقعت لأبي البقا مع السلطان وكان مظلوما مع السلطان في هذه الواقعة، فإن أمره كان رائجا وله دواليب قصب بدمياط تسد ما عليه فوضع السلطان يده على الدواليب وطلب منه بعد ذلك المال الذي قرره عليه فحصل له الضرر الشامل بسبب ذلك، فكان كما يقال في المعنى:
يا من يرى خدمة السلطان عمدته … هل أرث ذلك إلا الهم والهرم
فقلبه وجل والنفس خائفة … وعرضه عرض والدين ملتئم
هذا إذا كان في أيام دولته … فكيف بالمرء إن زلت به القدم
وفيه أنفق السلطان الكسوة على العسكر وكانت في غاية الانشحات من تعطيل المباشرين.
وفيه أنفق السلطان الكسوة على العسكر وكانت في غاية الانشحات من تعطيل المباشرين.
وفي يوم السبت ثاني عشرينه حضر إلى الأبواب الشريفة شخص من أمراء عربان الشام يقال له محمد بن ساعد، وكان من العصاة لم يدخل قط تحت طاعة السلاطين ولا نواب الشام، وكانوا يخشون من بأسه، فحضر في دولة الغوري إلى الديار المصرية وصحبته تقدمة حافلة إلى السلطان ما بين مال وخيول وسلاح وغير ذلك، فعد حضور ابن ساعد إلى مصر من جملة سعد السلطان قانصوه الغوري وكيف دخل تحت طاعته، وقد قيل في المعنى:
أيا مليك العصر لا زلت في … عز وتأييد ونصر وفي
صارمك المشهور ماضي الشبا … ونورك بالسعد لا ينطفي
وفي يوم الأحد ثالث عشرينه نزل السلطان من القلعة وصحبته ولده، فتوجه إلى المقياس وأقام به ساعة، ثم نزل في الحراقة وأتى إلى بولاق وكشف على المراكب التي عمرها هناك، ثم ركب من هناك وأتى إلى قنطرة الحاجب فطلع من عليها ودخل من باب الشعرية، ثم أتى إلى باب القنطرة وكشف على الربع الذي عمره على النقطرة من الجهتين، وخرج من باب القنطرة وشق من سوق مرجوش، ثم شق من القاهرة وطلع من