للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير أبرك مملوك السلطان إلى حلب وأعيد إلى نيابة قلعتها كما كان، وذلك قبل أن يلي نيابة طرابلس.

وفي هذا الشهر تشحط اللحم البقري والضاني أيضا واضطربت أحوال القاهرة، وكان سبب ذلك أن السلطان قد رمى على الجزارين نيران الأكرة وأقامها عليهم كل ثور بأربعين دينارا، فهرب الجزارون من هذه الرماية وتعطل بيع اللحم البقري والضاني، فأقامت المدينة معطلة أياما حتى تراجع الأمر قليلا، وكانت لحوم العسكر معطلة نحوا من أربعة أشهر لم تصرف بسبب ما جرى للمعلم على الصغير والمعلم خضر كما تقدم.

وفي يوم السبت عاشره نزل السلطان من القلعة وتوجه إلى نحو تربة العادل وجرب هناك مكاحل، ثم عاد إلى القلعة من يومه.

وفي يوم الأحد ثامن عشرة نزل السلطان وشق من القاهرة وتوجه إلى خان الخليلي وكشف عن عمارته التي أنشأها هناك، ثم توجه إلى باب الفتوح وكشف عن عمارة الأتابكي قرقماس التي أنشأها هناك، ثم عاد إلى القلعة.

وفي يوم الثلاثاء عشرينه نزل السلطان وتوجه إلى نحو بولاق وكشف على المراكب التي عمرها هناك، ثم نزل في الحراقة وتوجه إلى المقياس وجلس في القصر الذي أنشأه على بسطة المقياس وأقام هناك إلى بعد العصر، ومد له هناك الزيني بركات بن موسى المحتسب مدة حافلة، ثم صلى العصر وعدى من المقياس إلى بر مصر وطلع إلى القلعة وشق من الصليبة في موكب حافل.

وفي يوم الجمعة ثالث عشرينه، الموافق لسابع عشر هاتور القبطي، فيه قلع السلطان البياض ولبس الصوف.

ثم في يوم السبت صبيحة ذلك نزل السلطان وتوجه إلى نحو مدرسته التي بالشرابشين، فمد له هناك الأمير خاير بك الخازندار مدة حافلة فأكل منها، ثم ركب وطلع إلى القلعة.

وفيه أنعم السلطان على الأمير أزبك المكحل بتقدمة ألف كما كان أولا، وكان من حين شفع فيه قرقد بك بن عثمان وحضر من دمياط وهو طرخان، وأنعم على قانصوه الفاجر بتقدمة ألف أيضا.

وفي يوم الثلاثاء سابع عشرينه نزل السلطان وتوجه إلى المقياس وقرأ هناك ختمة ومد سماطا حافلا، وأقام هناك إلى بعد العصر، وعدى من هناك إلى نحو بولاق فكشف على المراكب ثم عاد إلى القلعة.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>