بيع أملاك ورزق مما كان أوقفهم على مدرسته بسبب تحصيل المال لأجل النفقة، وأظهر أن الخزائن مشحوتة من المال وأنه عاجز عن تحصيل المال.
وفي ليلة الثلاثاء رابع عشرة فيها خسف جرم القمر خسوفا فاحشا، وأقام في الخسوف نحوا من خمسين درجة حتى أظلمت الدنيا، ولم ينجل إلى قريب التسبيح، وفي واقعة حال الخسوف يقول بعض الشعراء:
كأنما البدر وقد شانه … خسوفه في ليلة البدر
وجه مليح حسن وجهه … جارت عليه ظلمة الشعر
ثم إن السلطان رمي على التجار قاطبه شاشات وأزرا وأثوابا صوفا، ورمى على السوقة زيتا وعسلا وزبيبا وأصناف بضائع يحسرون فيها الثلث. وصاروا يستحثونهم في سرعة الثمن لأجل النفقة، فغلقت الأسواق بسبب ذلك وأقامت وهي مغلوقة أياما، ثم إن السلطان رمى على بعض جماعة من الأمراء المقدمين رزق مشترياته، وحثهم في سرعة قبض ثمن ذلك، ورمى على جماعة من عأيان أولاد الناس قبل ذلك وحثهم في سرعة قبض ثمن ذلك. ومن جملة أولاد الناس الناصري محمد بن خاص بك، وغيره من أولاد الناس أيضا وحصل للناس الضرر الشامل بسبب هذه النفقة، ثم إن السلطان أنفق على مماليكه المشتريات فقط ولم يعط المماليك القرانصة شيئا ولا مماليك الأشرف قايتباي ولا المماليك السيفية، فأنفق على مماليكه لكل مملوك خمسين دينارا، فعز ذلك على المماليك القرانصة وكثر القال والقيل في ذلك، وأشبع أمر الركوب على السلطان بسبب ذلك، فلم يطلع من يدي المماليك القرانصة شيء وراحت على من راحت، وأكمل السلطان النفقة على مماليكه ولم يعط القرانصة شيئا.
وفي يوم الأحد سادس عشرينه تشحط اللحم من القلعة وأقام أياما لم يصرف للعسكر لحم سوى للماليك الذين في الطباق فقط، فنهب المماليك القرانصة اللحم وهو طالع إلى القلعة ففعلوا ذلك مرتين في هذا الشهر.
*****
وفي شعبان - في يوم الخميس مستهله - خلع السلطان على الأمير يوسف الناصري، الذي كان نائب حماة وولي نيابة ملطية وحماة ونيابة قلعة حلب ثم حصر إلى الديار المصرية، فقرره في شادية الشراب خاناه، وكانت هذه الوظيفة شاغرة من حين توجه