للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أواخر هذا الشهر توفيت الريسة إنعام ريسة خوند الخاصيكية، وكانت من أعيان مغاني البلد، وكانت لا بأس بها.

*****

وفي جمادى الأولى، في يوم الاثنين ثانية، كان ختام سوق الرماحة، وخلع السلطان على المعلم والأربعة باشات على جاري العادة، وكان يوما مشهودا.

وفي يوم الجمعة سادسة خلع السلطان على قاصد الصفوي وأذن له بالعود إلى بلاده، فسافر في باكر النهار، ولم يعلم ما أجابه به السلطان عن جواب البيتين اللذين تقدم ذكرهما في معنى: السيف والخنجر ريحاننا، ولم يكتب له شيئا مما أجاب به الشعراء، وفي مدة إقامته بمصر وكل به السلطان جماعة من الخاصكية ومنعوه من الاجتماع بالناس قاطبة.

وفيه قبض السلطان على المعلم على الصغير وأخيه المعلم أحمد والمعلم خضر المعاملين في اللحم. فلما قبض عليهم وضعوهم في الحديد وسجنهم بالعرقانة. وسبب ذلك أن ديوان الدولة كان في غاية الانشحات واللحوم معطلة، وانكسر للعسكر نحو من ثلاثة أشهر لم يصرف فيها لهم لحوم، وقد جرى بسبب ذلك ما لا خير فيه، وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه.

وفي يوم الأربعاء حادي عشرة تسلسل النيل في الزيادة بعد ما كان قد أشرف على الوفاء، فرسم السلطان لحاجب الحجاب والوالي بأن يتوجها ويكبسا على المتفرجين الذين في الخيام بالروضة، فتوجه إلى الروضة أنص باي حاجب الحجاب ووالي القاهرة، فلم يشوشا على أحد من المتفرجين، وناديا بالأمان والاطمئنان، وأن أحدا لا يتجاهر بالمعاصي، وخرقا بعض خيام، وكان يوما مهولا.

وسبب ذلك أن النيل كان قد أشرف على الوفاء، وبقي عليه من الوفاء خمس أصابع، فزاد في تلك الليلة أصبعين وتأخر عن الوفاء ثلاث أصابع، ثم زاد من بعد ذلك أصبعين وتأخر عن الوفاء يومئذ أصبعا واحدة فصج الناس من ذلك، وأشيع بين الناس أن الروضة كثر فيها الفسق والمعاصي … فعند ذلك رسم السلطان لحاجب الحجاب والوالي بكبس الروضة، فتوجها إلى هناك، وكبسا على الناس الذين بالخيام ولم يفحشا كل الأفحاش في ذلك. وكان السلطان قبل ذلك توجه إلى المقياس وصلى هناك ودعا إلى الله تعالى بالوفاء، ثم إنه رسم للقضاة الأربعة بأن يتوجهوا إلى المقياس ويبيتوا به، وقرأوا هناك ختمة، ومد

<<  <  ج: ص:  >  >>