للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى أوحلت الأسواق وحصل للناس وقوف حال بسبب ذلك وتعطلت الأسباب عن البيع والشراء، واستمرت تمطر ثلاثة أيام متوالية حتى انخسف غالب القبور التي بالصحراء، وكان ذلك في أوائل هاتور.

وفيه توفيت زوجة الأتابكي قانم التاجر، وكانت جركسية، وكانت في سعة من المال، فاحتاط السلطان على موجودها قاطبة.

وفيه خلع السلطان على مهتاره محمد مهتار الطشتخاناه وأعاده على ما كان عليه، وكان تغير خاطره عليه وصادره كما تقدم ذكر ذلك، فشفع فيه الأمير طومان باي الدوادار وباس رجل السلطان بسبب ذلك حتى رضي عليه.

وفيه عين السلطان الأمير أقباي الطويل أمير آخور ثاني بأن يتوجه إلى القدس ويحتاط على مال الفرنج الذي في القيامة، فخرج وسافر من يومه.

وفيه حضر يونس العادلي وكان السلطان أرسله إلى بلاد ابن عثمان ليشتري له أخشابا وحديدا وبارودا، فلما بلغ ابن عثمان ذلك رد المال الذي كان مع يونس العادلي وقال: "أنا أجهز من عندي زردخاناه للسلطان"، فحضرت فيما بعد.

وفيه خلع السلطان على أقباري كاشف الشرقية وأعاده إلى كشف الشرقية عوضا عن كرتباي الذي كان بها، وخلع على يخشباي قرا أخي الوالي وقرره في شادية الشون عوضا عن تاني بيك الأبح بحكم صرفه عنها، وأشرك معه في الشادية شخصا من الأمراء العشراوات يقال له: خشقدم.

وفيه حضر الأتابكي قرقماس والأمير علان الدوادار الثاني وكانا قد توجها إلى ثغر الإسكندرية، بسبب الكشف على الأبراج التي هناك، فخلع عليهما السلطان ونزلا من القلعة في موكب حافل.

*****

وفي شعبان قلع السلطان البياض ولبس الصوف، ووافق ذلك حادي عشر هاتور القبطي.

وفي ليلة الجمعة ثاني عشره كان دخول الأمير أنصباي حاجب الحجاب على ابنة الأشرف قانصوه خمسمائة، فكانت له زفة حافلة مشى فيها الأتابكي قرقماس وبقية الأمراء المقدمين وهم بالشاش والقماش وبأيديهم الشموع الموقدة، وشق من الصليبة في هذا الموكب الحافل حتى دخل إلى قاعة الفرح ببيت يشبك الدوادار الذي بحدرة البقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>