للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رجب خرج الأتابكي قرقماس وتوجه إلى ثغر الإسكندرية وصحبته الأمير علان الدوادار الثاني، وكان سبب ذلك أن السلطان لما قصد أن يسافر إلى الإسكندرية ليكشف على الأبراج التي هناك ويصلح ما فسد منها فقال له الأتابكي قرقماس: أنا أسافر وأكشف عن ذلك عوضا عن السلطان، فسافر بسبب ذلك.

وفيه توفي بهاء الدين مباشر قانصوه خمسمائة، مات وهو بالمقشرة وقاسى شدائد ومحنا، وأقام في الترسيم نحوا من ست سنين، وآخر الأمر سلمه السلطان للوالي فعاقبه إلى أن مات.

وفيه توفي الصارمي إبراهيم بن الأمير برد بيك صهر الملك الأشرف اينال، وكان لا بأس به.

وفيه طلع إلى السلطان شخص من أبناء الناس يقال له يونس بن سودون الفقيه، وكان ساكنا بالقرب من زقاق حلب على بركة الفيل، فأنشأ عنده جنينة وزرع فيها شجرة جوز شامي فنتجت وطلع فيها الجوز بعد ثلاثين سنة حتى طرحت، فجمع من ذلك الجوز ستين جوزة وطلع بها إلى السلطان فابتهج بها ولم يصدق بأن هذا الجوز يطرح بمصر، فكشف عن حقيقة ذلك حتى ظهر له مصداق ذلك، فأنعم على يونس المذكور بعشرة دنانير وبالغ في إكرامه.

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة رهبان القيامة التي بالقدس، كان السلطان أرسل خلفهم بسبب الفرنج الذي قتلوا الأمير محمد بيك قريب السلطان ونهبوا ما في المراكب التي جهزها السلطان صحبته، فلما وقفوا بين يدي السلطان وبخهم بالكلام على لسان تغري بردي الترجمان، وقال لهم: "كاتبوا ملوك الفرنج بأن يردوا ما أخذه الفرنج من المراكب والسلاح وإن لم يردوا ذلك هدمت القيامة وأشنق الرهبان"، فتسلمهم ناظر الخاص على ما يحرر من أمرهم، وكانوا نحوا من عشرين راهبا. وفي عقيب ذلك قبض نائب الإسكندرية على جماعة من تجار الفرنج الذين كانوا بثغر الإسكندرية وبعث بهم إلى السلطان، وكانوا نحوا من خمسين إنسانا.

وفيه توفي القاضي تقي الدين محمد بن بدر الدين محمد الزجاجي أحد نواب الحنفية، وكان فاضلا رئيسا حشما، وكان لا بأس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>