للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمرلنك في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، فما فعل الظاهر برقوق معه كما فعل الأشرف قانصوه الغوري مع قرقد بيك ابن عثمان، ولا بالغ في إكرامه مثله، فإنه رتب له في كل شهر ألفي دينار بسبب نفقته، وكان كلما طلع إليه يلبسه سلاري بسمور من ملابسه قيمته مائتا دينار، ويركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش، وذلك غير ما يرسل إليه من الإنعامات وغير ذلك، وكان يقوم له كلما طلع إليه ويجلسه فوق أمير كبير معه على المرتبة، وقد بالغ في إكرامه جدا، وكذلك الأمراء المقدمون أرسلوا إليه تقادم حافلة له ولجماعته، فما خرج من مصر إلا شاكرا ناشرا، كما يقال في المعنى:

طوقتني نعما فها أنا ساجع … شكرا ولا عجب لسجع مطوق

وفيه خرج الأتابكي قرقماس إلى السرحة نحو الشرقية والغربية.

وفيه حضر أمير عربان الوجه القبلي عمر من أولاد ابن عمر أمير هوارة، فأقام في الترسيم ببيت الأمير الدوادار الكبير، وقد قرر عليه السلطان مالا له صورة.

وفيه غيب المعلم خضر أحد معاملي اللحم، وقد قرر عليه السلطان مالا فما أقام به وفر خوفا من السلطان.

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة جان بردي الغزالي نائب صفد، وقد حضر بطلب من السلطان، فلما طلع إلى القلعة خلع عليه السلطان وأقام بمصر أياما.

وفيه توفي الشرفي يحيى الرشيدي خطيب جامع الأزبكية، وكان من أهل الفضل ماهرا في الخطب.

وفيه حضر إلى السلطان فيل من بلاد الزنج، وكان صغيرا قدر الجاموسة، عمره نحو من سنة، فلما طلع إلى السلطان رجت له القاهرة، وكانت الأفيال قد انقطعت من مصر نحوا من أربعين سنة حتى نسي بين الناس هيئته فصاروا يعجبون منه، ثم بعد مدة حضر فيل آخر وقد أشيع بين الناس وصوله عن قريب، ومما وقع لابن المعتز في تشبيه الفيل وأجاد بقوله:

كأنما الفيل الذي يبدو تعجبنا به … ليل قد افترس النار فبان في أنيابه

وفيه وقعت نادرة غريبة، وهي أن ثلاثة من المماليك قد خطفوا نسوة من طريق المقس كانوا مع مودنات كعادة النساء في الأعراس، فلما قبضوا عليهن خلصت منهم واحدة

<<  <  ج: ص:  >  >>