للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان في هذه الولاية في غاية العكس ومنعه السلطان ألا يخطب به في مدة ولايته، وقد سعى عليه ابن النقيب بمال حتى عزله وتولى، وهذه رابع ولاية وقعت لابن النقيب في قضاء الشافعية بمصر، وقد نفد منه في هذه الأربع ولايات نحو من سبعة وعشرين ألف دينار وهو غير مشكور، وكان عزله عن قريب في هذه الولاية.

وفي ذلك اليوم خلع السلطان على الشهابي أحمد بن الجيعان وأعاده إلى نيابة كتابة السر عوضا عن معين الدين بن شمس بحكم تغير خاطر السلطان عليه، ومما قلته فيه من المديح:

وكم حاز الأكابر من ثناء … به حمدوا ولكن أنت أحمد

ففقت على بني الجيعان قدرا … وسعدك في الورى قد صار أسعد

وتعينت وكالة بيت المال إلى شمس الدين بن عوض.

وفيه عين السلطان تجريدة إلى الجون وكتب بها نحوا من مائتي مملوك وأنفق عليهم، وعين الأمير محمد بيك قريبه باشا على ذلك العسكر.

وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن جماعة من عسكر الصوفي طرقوا أطراف ضياع البيرة ونهبوا أغنام جماعة من الأكراد، فلما بلغ نائب البيرة ذلك ركب واتقع معهم ثم خمدت هذه الإشاعة.

وفي يوم الاثنين عاشره وصل الأمير علان الدوادار الثاني الذي كان السلطان أرسله قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، فلما طلع إلى القلعة خلع عليه السلطان خلعة سنية ونزل في موكب حافل، وقيل إن ابن عثمان بالغ في إكرامه وأحسن إليه، ثم أن السلطان في عقيب ذلك أنعم على الأمير علان بن قراجا بتقدمة ألف مضافا لما بيده من الدوادارية الثانية.

وفيه قبض السلطان على عبد العظيم الصيرفي وسجنه بالعرقانة، وقرر عليه مالا له صورة.

وفي حادي عشره عمل السلطان المولد النبوي على العادة وكان مولدا حافلا، وحضر ذلك قرقد بيك بن عثمان وأجلسه السلطان معه على المرتبة وبالغ في إكرامه، وحضر القضاة الأربعة وسائر الأمراء المقدمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>