وفيه تغير خاطر السلطان على مهتار الطشتخاناه محمد ومنعه من الطلوع إلى القلعة وأقام بداره أياما وهو مختف، فتكلم له مع السلطان الأمير طومان باي وباس رجله بسبب ذلك حتى رضي عليه، ولكن قيل إنه أورد للخزائن الشريفة خمسة آلاف دينار حتى رضي عليه وأعاده كما كان وخلع عليه، وكان سبب تغير خاطر السلطان على المهتار محمد أن شخصا شابا يقال له محمد بن سعيدة كان قد تحشر في السلطان وصار يتقرب إليه بمرافعة الناس، فرافع في محمد المهتار وجماعة آخرين من خواص السلطان فوزع عليهم مالا له صورة بسبب ذلك.
وفيه عين السلطان معين الدين بن شمس نائب كاتب السر بأن يتوجه قاصدا إلى ملك الهند، ثم بطل سفره إلى بلاد الهند، وكان غير مقبول الشكل يشبه وجه المصاصة العتيقة، وقبض عليه السلطان عقيب ذلك وسجنه العرقانة وقد وشي به عند السلطان بأنه يدعو عليه ويقصد زواله.
وفيه حضر قاصد الملك محمود شاه صاحب كنباية، وآخرين من ملوك الهند، وعلى أيديهم مثالات للسلطان تتضمن سرعة تجهيز تجريدة إلى جهات الهند بسبب تعبث الفرنج هناك، وقد تزايد أمرهم وطمعوا في أخذ البلاد، من حين كسروا حسين الذي أرسله السلطان باش التجريدة التي أرسلها إلى هناك.
وفيه في سلخه خلع السلطان على الشيخ حسام الدين محمود ابن قاضي القضاة الحنفي عبد البر بن الشحنة، وقرره في نظر البيمارستان المنصوري عوضا عن معين الدين بن شمس بحكم تغير خاطر السلطان عليه، وقد تقدم للبدري محمود هذا أنه ولي قضاء الحنفية بحلب فيما بعد وأقام بها مدة يسيرة وعزل عنها.
*****
وفي ربيع الأول - في يوم مستهله - خلع السلطان على قاضي القضاة محيي الدين عبد القادر ابن النقيب، وقرره في قضاء الشافعية عوضا عن بدر الدين المكيني بحكم صرفه عنها فكانت مدة ولاية بدر الدين المكيني في وظيفة قضاء الشافعية شهرين وأربعة عشر يوما، وقد سعى فيها بثلاثة آلاف دينار وأقام فيها هذه المدة اليسيرة وعزل عنها والناس غير راضية عنه، كما يقال: