وفيه حضر علاء الدين ناظر الخاص، وكان توجه إلى ثغر الإسكندرية بسبب تجهيز المراكب المعينة صحبة الأمير محمد قريب السلطان.
وفي هذا الشهر وقعت زلزلة خفيفة بعد العصر فلم يشعر بها إلا القليل من الناس.
*****
وفي جمادى الآخرة، في يوم تاسعه، نزل السلطان إلى الميدان وحضر عنده ابن عثمان. ووقع في ذلك اليوم خصمانية في لعب الرمح، وأحرق السلطان قدامه إحراقة نفط بالنهار في الميدان، وكان يوما مشهودا.
وفيه ثبت النيل امبارك على اثنتين وعشرين أصبعا من تسع عشرة ذراعا، وقد ثبت إلى أواخر بابه.
وفيه ظهرت امرأة غريقة عند قناطر الأوز، ووجد عليها ثياب فاخرة، وفي آذانها حلق بلخش، وفي يدها سوار ذهب، فطلع بها والي القاهرة ووضعها في تابوت عند جامع الظاهر، فأقامت يوما وليلة ولم يظهر لها معرفة فدفنت بعد ذلك.
وفيه وقع ربع في الكداشين، وكان مطلا على الخليج، فقتل تحت الردم شخص يقال له: شمس الدين البهواشي، أحد نواب الحكم من الشافعية، وكان لا بأس به، وقتل شخص معلم صاجاتي، وقتل جماعة آخرون ممن كانوا ساكنين في ذلك الربع، وكانت حادثة مهولة.
*****
وفي رجب نادى السلطان بأن لا يتجاهر الناس بالمعاصي، ولا يمشى بسلاح من بعد المغربة، وأن الناس يواظبون على الصلوات الخمس في الجوامع، فسمعوا من أذن وخرج من أخرى.
وفيه قبض السلطان على الشمسي محمد ابن فخر الدين كاتب المماليك، الذي قرر في نظر الإسطبل السلطاني، كما تقدم، فلما قبض عليه قرر عليه مال ووكل به، وكان مظلوما في هذه الواقعة.
وفيه قبض السلطان على جلال الطنبدي، أحد نواب الحنابلة، وقد كذب عليه بعض أعدائه وأوحى للسلطان بأن قانصوه خمسمائة الذي تسلطن قد أودع عنده مالا، فطلبه السلطان ورسم عليه، وقاسى شدائد ومحنا، وصودر غير ما مرة بسبب قانصوه خمسمائة فإنه كان من جملة أصحابه.