للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأي لقلبي البر في كسره … فخصه بالجبر في الكسر

وفيه جاءت الأخبار من مكة بوفاة خوند أصل باي أم الملك الناصر، وسرية الملك الأشرف قايتباي، وأخت الملك الظاهر قانصوه، وزوجة الملك الأشرف جان بلاط، توفيت بمكة ودفنت هناك. وقد تقدم القول بأن خاطر السلطان قد تغير عليها، فلما حجت وقصدت العود إلى مصر أرسل السلطان مراسيم بعودها إلى مكة، فعادت إليها من أثناء الطريق، واستمرت مقيمة بمكة إلى أن ماتت بها بعد مضي سنين.

وفيه كان وفاء النيل المبارك الموافق ذلك لرابع عشر مسري، فلما أوفي توجه الأتابكي قرقماس وفتح السد على العادة، وكان له يوم مشهود.

وفيه شرع السلطان يقبض على جماعة خوند أم الناصر، وقد ظهر لها أشياء كثيرة من أموال وتحف في عدة حواصل، وقد حصل على جماعة من النساء بسببها ما لا خير فيه، وضربوا وعصروا غير ما مرة، وما قاسوا خيرا في جرتها، واستمروا في التراسيم مدة طويلة وهم إلى الآن على ذلك.

وفيه كان انتهاء العمل من الجامع الذي أنشأه السلطان خلف الميدان عند حوش العرب وخطب به، وقد جاء في غاية الحسن.

*****

وفي جمادى الأولى، حضر الأمير طومان باي الدوادار، وكان قد سافر إلى جهة بلاد الصعيد، فلما طلع إلى القلعة خلع عليه السلطان، ونزل إلى داره في موكب حافل.

وفي يوم الخميس، سادسه، توجه الأمير علان الدوادار الثاني إلى السفر، وقد تقدم أن السلطان عينه قاصدا إلى ابن عثمان، وكان تقرر الحال أولا على أنه يسافر من البحر الملح فما تم له ذلك وسافر من البلاد الشامية، فخرج في ذلك اليوم في موكب حافل.

وفيه طلع الأمير طومان باي الدوادار الكبير بتقدمة حافلة إلى السلطان، كون أنه جاء من الصعيد، فكان من جملة التقدمة: عشرة آلاف دينار، ومائة فرس، ومائة بقرة، وخمسمائة رأس غنم، وثلاثون رأس رقيق، وغير ذلك أشياء كثيرة.

وفيه رسم السلطان بشنق شخص زغلي، فشنق على باب زويلة.

ومن الحوادث أن شخصا شابا يقال له: سكيكر أشيع عنه أنه قد قتل أباه، فلما عرض على السلطان لم يقر بشيء، فرسم بتسليمه إلى الوالي، فعاقبه فلم يقر بشيء، فسجن بالمقشرة حتى يكون من أمره ما يكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>