للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك أن تمرباي المذكور كان هو الذي عرف بين السلطان وبين جمال الدين وقال للسلطان إن جمال الدين يعرف صنعة الكيمياء، فظهر أن ذلك كذب.

وفيه في ليالي وفاء النيل وقع ببركة الرطلي حريق في بعض بيوت الجسر التي بها، فاحترق نحو سبعة أماكن، ولا يعلم من فعل ذلك. وكان الجسر خاليا بغير سكان.

وفيه تغير خاطر السلطان على علاء الدين ناظر الخاص بسبب العجمي الذي كان عند السلطان الشنقشي، وهذه الواقعة مشهورة بين الناس بما كان سببها، فكادت ديار ناظر الخاص أن تخرب في هذه الحركة، وألزمه السلطان بأن يعتق عبيده وجواريه قاطبة.

وفيه وقع تشاجر بين قاضي القضاة الحنفي وبين كاتب السر البدوي محمود بن أجا بسبب وقف كان بينهما بحلب، فرسم السلطان بعقد مجلس بينهما بالمدرسة الصالحية، فلما توجها إلى هناك انتصف كاتب السر على قاضي القضاة عبد البر بن الشحنة واستخلص منه الوقف الذي بحلب، وكان السلطان قائما مع كاتب السر، ومحطا على عبد البر بن الشحنة.

وفيه تغير خاطر السلطان على سودون نائب دمياط بسبب ما وقع منه في حق ابن عثمان لما دخل إلى دمياط، فلما حضر سودون المذكور ضربه بين يديه وقرر عليه مالا له صورة.

وفيه حضر تمرباي الهندي أحد الأمراء العشراوات الذي كان توجه إلى الطينة بسبب عمارة الأبراج التي أنشأها السلطان هناك، فلما انتهى منها العمل وحضر خلع عليه بسبب ذلك.

وفيه انقطع جسر أم دينار الذي بالجيزة، وكان ليالي وفاء النيل فاضطربت الأحوال لذلك، وخرج قاني باي قرا أمير آخور كبير على جرائد الخيل، وعدى إلى الجيزة فأعياه سده، فأرسل يطلب من السلطان عونة على ذلك، فرسم السلطان لجماعة من الأمراء المقدمين بأن يتوجهوا إلى هناك ويتعاونوا على سده، فتوجه الأمير دولات باي أمير سلاح، والأمير طراباي رأس نوبة النوب، والأمير تمر الحسني أحد المقدمين، والأمير ماماي جوشن وجماعة آخرون من الأمراء العشراوات. فلما توجهوا إلى هناك أعياهم سد ذلك الجسر، وحصل للناس بسببه الضرر الشامل، وصاروا يمسكون الناس من الطرقات ويرمونهم في الحديد ويتوجهون بهم إلى جسر أم دينار، وحولوا إليه بأخشاب كثيرة وسلب، ومع هذا أعياهم سده، حتى عد ذلك من الوقائع الغريبة. وفيه يقول محمد بن قانصوه:

مذ نقص النيل ليالي الوفا … وأمتع البر من البر

<<  <  ج: ص:  >  >>