بإحضاره إلى مصر، فلما أراد ابن عثمان الانصراف، خلع عليه السلطان كاملية تماسيح على أحمر، وأركبه فرس بوز بسرج ذهب وكنبوش.
وفي يوم الجمعة، حادي عشره، عمل السلطان المولد النبوي، واجتمع الأمراء والقضاة الأربعة على العادة، وحضر قرقد بيك بن عثمان، فلما طلع قام له السلطان وأجلسه عن ميمنته فوق المرتبة التي هو جالس عليها، فوق القاضي الشافعي. وفي ذلك اليوم لبس السلطان الشاش والقماش، ولم يكن عادة أن السلطان يلبس الشاش والقماش في المولد.
وإنما فعل ذلك لأجل ابن عثمان، وأظهر السلطان في ذلك اليوم غاية العظمة بخلاف كل سنة.
وفي يوم الخميس، سابع عشره، خلع السلطان على الأمير طقطباي نائب القلعة أحد الأمراء المقدمين، وقرره أمير حاج بركب المحمل، وقرر مغلباي الزردكاش بالركب الأول.
وفيه عرض السلطان جماعة من المماليك وأولاد الناس، وعين منهم جماعة إلى الطينة يقيمون بها سنة في الأبراج التي أنشأها هناك، ويصيرون بالنوبة، كلما مضت سنة يأتي تلك الجماعة ويتوجه خلافهم إلى هناك، وقيمون بها سنة كاملة.
وفي يوم السبت، تاسع عشره، حضر أزبك المكحل من دمياط، وكان منفيا بها، فشفع فيه قرقد بيك بن عثمان كما تقدم ذكر ذلك. فلما حضر خلع عليه السلطان ونزل إلى داره، ورتب له ما يكفيه من الذخيرة بغير إقطاع، واستمر طرخانا.
وفيه خلع السلطان على علي البرماوي وقرره في برددارية السلطان، عوضا عن أحمد بن العكام بحكم موته، وصار البرماوي من تحت يد الزيني بركات بن موسى.
وفيه كان ختم ضرب الكرة، وحضر ابن عثمان عند السلطان، ومد في ذلك اليوم أسمطة حافلة، ووقع خصمانية في لعب الرمح في ذلك اليوم قدام السلطان والأمراء، وكان يوما مشهودا.
*****
وفي ربيع الآخر قبض على جمال الدين الزغلي الذي تسحب من المقشرة، فرسم السلطان بشنقه، فأشهروه وهو عريان على حمار، والمشاعلية تنادي عليه حتى أتوا به إلى بيت شخص من الأمراء العشراوات يقال له: تمرباي، وكان ساكنا في مصر العتيقة على البحر، فشنق هناك على بابه، وشنق معهم خمسة أنفار كانوا يعملون الزغل معه. وسبب