سرياقوس، والتحدث على جهات البرلس وجعلها لناظر الخاص، وغير ذلك من الجهات التي كان يتحدث عليها، فإنه كان متحدثا على ست عشرة جهة.
وفيه خلع السلطان على معين الدين بن شمس، وقرره نائب كاتب السر عوضا عن الشهابي أحمد بن الجيعان بحكم انفصاله عنها، وقد اجتمع مع معين الدين هذا وكالة بيت المال ونيابة كتابة السر وغير ذلك من الوظائف، وكان هذا من أكبر أسباب الفساد في حقه كما يأتي الكلام على ذلك في موضعه، وقد سعى معين الدين بن شمس بمال له صورة حتى استقر في نيابة كتابة السر، وكان معين هذا شنيع المنظر، بشع الوجه، فكان إذا وقف وقرأ القصص بين يدي السلطان يقول السلطان:"والله تعالى إني لأستحي من العسكر لما يقف ابن شمس يقرأ على القصص قدامهم".
وفيه أنفق السلطان الكسوة على العسكر فجلس بالميدان وكان يوما ماطرا.
وفيه قويت الإشاعات بأن الصوفي زاحف على بلاد السلطان ثم خمدت تلك الإشاعات عن قريب.
وفي ثامن عشرينه، جاءت الأخبار من دمياط بوفاة الأمير أصطمر بن ولي الدين الذي كان أمير مجلس، ونفي إلى دمياط بسبب واقعة الحجاج، وقد تقدم ذكر ذلك. وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي، وكان أميرا جليلا رئيسا حشما وكان عنده لين جانب، وكان لا بأس به.
وفيه عرض على السلطان خلع العيد وهو بالميدان، وكان يوما مشهودا.
وفي سلخه حضر كاشف الشرقية وصحبته شيخ العرب عبد الدايم بن الأمير أحمد بن بقر، وقد قبض عليه بحيلة عملها حتى مسكه، وكان له مدة طويلة وهو عاص يفسد في البلاد، فلما قابل السلطان رسم بتقييده وإيداعه في البرج.،
*****
وفي شوال كان موكب العيد حافلا، وكان بيرك قاصد صاحب بغداد حاضرا فألبسه السلطان سلاري صوف بسمور من ملابيسه ونزل صحبة الأمراء.
وفي يوم الخميس، رابعه، نزل السلطان إلى الميدان، وجلس بالمقعد الذي به، واجتمع حوله الأمراء، ثم حضر قاصد صاحب بغداد. وفي ذلك اليوم ساق الرماحة بالميدان قدام السلطان، ودخل المحمل وكسوة الكعبة، وطافوا بها في الميدان، واجتمع هناك الجم الغفير من الناس بسبب الفرجة، وكان يوما مشهودا، ولا سيما كان ذلك بحضور قاصد صاحب بغداد.