للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا من جملة من وقع له ذلك، وخرج إقطاعي لأربع من المماليك، ولكن أعان الله تعالى ورجع إلي إقطاعي ولله الحمد، وقد قلت هذين البيتين المواليا في المعنى:

يا مالك الملك يا من بالعباد ألطف … دبر عبيدك وأصلح دولة الأشرف

كم من أقاطيع أخرجها وما أنصف … وأطغى المماليك ذا يهجم وذا يخطف

وفي ذلك يقول محمد بن قانصوه بن صادق:

أيا بني الأتراك أرزاقكم … ما قطعت إلا لأمر عجيب

لا تضجروا من قطعها واصبروا … ستكشف الغمة عنكم قريب

لا تضجروا ترجع فادعوا بنا … في السر والجهر السميع المجيب

واحتسبوا من رموا سهام الدعا … فكل سهم حيث يرمى مصيب

ومن الحوادث أن عبد العظيم الصيرفي، رافع صلاح الدين بن الجيعان، وقال: "أنا أثبت في جهته أربعمائة ألف دينار أخذها من الخزانة أيام الملك الناصر محمد بن قايتباي"، فمال السلطن إلى هذا الكلام، ورسم على صلاح الدين بن الجيعان، وعلى علم الدين كاتب الخزانة، وبانوب النصراني، وقرر عليهم مائة ألف دينار. ثم قبض على تاج الدين ابن كاتب الدواليب، وقرر عليه عشرة آلاف دينار، واستمروا على ذلك وهم في الترسيم حتى يكون من أمرهم ما يكون.

وفيه ثبت النيل المبارك على تسع عشرة ذراعا، وثبت إلى العشرين من بابه، ثم هبط.

وكان نيلا عظيما قوي العزم مباركا، وحصل به غاية النفع، فكان كما يقال في المعنى لبعضهم:

كأن النيل ذو فهم ولب … لما يبدو لعين الناس منه

فيأتي عند حاجتهم إليه … ويمضي حين يستغنون عنه

وفي النيل يقول محمد بن قانصوه:

<<  <  ج: ص:  >  >>