الذي كان دوادارا عند الأمير أزدمر، أن يستمر دوادارا عند الأمير طومان باي على عادته، فامتثل ذلك.
وفيه خلع السلطان على شيخ العرب عبد الدايم بن أبي الشوارب، وقرر في مشيخة العرب بالقليوبية.
وفيه خلع السلطان على مملوكه أبرك الذي كان نائب قلعة حلب وحضر إلى مصر، فقرره في شادية الشراب خاناه عوضا عن الأمير طومان باي بحكم انتقاله إلى الدوادارية الكبرى.
وفي يوم الثلاثاء سادسه حضر قاصد من عند علي دولات، وأخبر أنه لما توجه إلى عسكر الصوفي، تحارب معهم فكسرهم كسرة قوية، فانهزموا نحو بلادهم مكسورين، وقتل مهم جماعة كثيرة. وأرسل علي دولات عدة رؤوس ممن قتل من عسكر الصوفي، وفيهم شخص من أمرائه بالحياة وعلى رأسه طرطور أحمر … فلما عرضوا على السلطان سر بهذه الواقعة، وأمر بأن تعلق تلك الرؤوس على باب زويلة. فلما تحقق صحة هذه الواقعة بطل أمر تلك التجريدة التي كان عينها إلى الصوفي، ورسم بإعادة النفقة التي كان أنفقها على العسكر بسبب التجريدة، فتوجهت إليهم الطواشية واستعادوا منهم النفقة، فشق ذلك على المماليك، وكانوا قد تصرفوا في غالبها. فلما بلغ السلطان ذلك رسم بأن يترك لهم ثمن الجمل الذي كان أعطاه لهم، وقدره سبعة دنانير ويعيدوا الباقي، فامتثلوا ذلك وأعادوا ما أخذوه، والذي تأخر عليه من ذلك شيء قطع من جامكيته.
وفي يوم الاثنين حادي عشره، خلع السلطان على قاصد أبي يزيد بن عثمان خلعة سنية، وألبس جماعته سلاريات وشقا وسمورا وأذن لهم بالعود إلى بلادهم، فمضوا وهم شاكرون من السلطان.
وفي يوم الخميس رابع عشره، خلع السلطان على الأمير طومان باي الدوادار خلعة الأنظار، فنزل من القلعة في موكب حافل.
وفيه قلع السلطان البياض، ولبس الصوف، ووافق ذلك عاشر هاتور.
وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن الشريف بركات أمير مكة، توجه إلى مالك بن الرومي أمير خليص، وكبس عليه على حين غفلة، فظفر به وحز رأسه وحز رؤوس جماعة من أقاربه، وأن ناظر الخاص علاء الدين واصل بذلك عن قريب … فسر السلطان لهذا الخبر.
ومن الحوادث في أواخر هذا الشهر، وقعت فتنة مهولة ببولاق حتى كادت تخرب عن آخرها. وسبب ذلك أن جماعة من الجوابر الذين ببولاق وقع بينهم وبين جماعة من النفر،