للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسبب ضائع ضاع لهم، فتعصب الجوابر على النفر وضربوهم وجرحوا منهم جماعة، واستخلصوا منهم الضائع. فلما بلغ ذلك طائفة النفر اجتمع منهم السواد الأعظم، وتوجهوا إلى بولاق، ووثبوا على الجوابر، ونهبوا ما في مراكبهم من الغلال، ونهبوا دكاكين بولاق، وخطفوا عمائم الناس … فلما تزايد الأمر من النفر ثار عليهم الجوابر والنواتية الذين ببولاق، وأتو إليه بالسيوف والمقاليع فسقط بينهم ساقط، فاتسعت الفتنة واستمرت على ما ذكرناه ثلاثة أيام متوالية. فلما بلغ السلطان ذلك تنكد، وكانت الجوابر في حماية الأتابكي قرقماس، والنفر في حماية قاني باي قرا، أمير آخور كبير، فتعصب كل منهما لجماعته فتحير بينهما السلطان، وراح على الناس ما نهب لهم في هذه الحركة.

*****

وفي رجب كان انتهاء العمل مما جدده السلطان من العمارة بالقصر الكبير، فلما تم ذلك صنع به وليمة حافلة، وعزم على القضاة الأربعة، والأمراء المقدمين وأرباب الوطائف من المباشرين، وأحضر قراء البلد قاطبة والوعاظ، ومد به أسمطة حافلة، وبات تلك الليلة هناك.

وفيه نزل السلطان إلى خلف القلعة عند قبة الهوا، وجربوا قدامه مكاحل نحاسية كان سبكها، فأقام هناك ساعة يسيرة ثم عاد إلى القلعة.

وفيه تغير خاطر السلطان على عبد العظيم الصيرفي فضربه، ووكل به ثلاثة من المماليك الخاصكية، وسبب ذلك أن المعسكر تضرر من كثرة الفضة النحاس التي يجدونها في الجامكية فشكوه إلى السلطان، فقبض عليه وقرر عليه مالا له صورة بسبب ذلك.

*****

وفي شعبان، حضر قاصد من عند إسماعيل شاه الصوفي، وعلى يده مكاتبة يذكر فيها أن الذي وقع من عسكره في دخولهم إلى أطراف بلاد السلطان، لم يكن ذلك عن إذنه ولا علم بذلك، فأكرم السلطان ذلك القاصد وأوكب له بالحوش موكبا حافلا، وكان هذا القاصد هو وجماعته في غاية الغلاسة، وعلى رؤوسهم طراطير حمر ليس عليهم رونق بخلاف قصاد ابن عثمان.

وفيه وقعت فتنة مهولة بين مماليك السلطان وبين مماليك الأمير خاير بك الخازندار بسبب حمير النقارة، فقتل من مماليك السلطان مملوك، فتعصب له خشداشينه، ونزلوا من الطباق مشاة وتوجهوا إلى بيت خاير بك ونهبوا ما فيه وأحرقوا بابه، فهرب منهم واختفى

<<  <  ج: ص:  >  >>