للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن حدث تلك الليلة حادثة مهولة، وهو أن امرأة طبخت على شاطئ البحر، فطارت منها شرارة فتعلقت بمركب هناك كان فيها كتان فعملت فيه النار، وكان تلك الليلة الريح عاصفا، فمشت النار إلى شونة تبن في معصرة هناك فعملت فيها النار فاحترقت المعصرة، ونهب ما فيها من قصب وسكر وعسل، وحصل للناس تلك الليلة غاية النكد، ولولا لطف الله تعالى، ثم بركة الشيخ سويدان، لاحترقت تلك الأماكن التي هناك عن آخرها.

وفيه تغير خاطر السلطان على أبي الخير المرافع، بعد أن قربه، وكان قد أخذ في أسباب مصادرات الناس، ولو دام لحصل للناس منه كل سوء، فتسلمه الزيني بركات بن موسى، فنزل به من القلعة وهو في الحديد، فلما شق من القاهرة كادت العوام أن ترجمه، وارتفعت الأصوات لابن موسى بالدعاء لأنه كان سببا لذلك. فلما أتى إلى داره ضرب أبا الخير المرافع بالمقارع، وبعث به منفيا إلى الواح.

ومن الحوادث أن مملوكا من المماليك الجلبان نزل إلى سوق الرقيق ليشتري عبدا أو يرد عبدا، فوقع بينه وبين الدلال تشاجر. فلما تزايد الأمير بينهما ضربه المملوك بقبقاب على رأسه في السوق بين الناس، فحمل إلى داره، فأقام نحو شهر ثم مات، فلم تنتطح في ذاك شاتان.

وفي عقيب ذلك، ضرب الأمير أرزمك الناشف، أحد الأمراء المقدمين، شخصا من النواتية فمات تحت الضرب. وسبب ذلك أن هذا النوتي حمل للأمير أرزمك مغلا فنقض، فضربه بسبب ذلك. فلما مات النوتي وقف أولاده للسلطان، فلما علم بهذه الواقعة تغافل عن ذلك وقال للأمير أرزمك: "ارض أولاد هذا المقتول"، وانفض المجلس على ذلك وراحت على من راح.

*****

وفي صفر كان ختام ضرب الكرة، ثم أن السلطان أضاف الأمراء بالبحرة، ومد لهم أسمطة حافلة، وأقاموا بالقلعة إلى بعد العصر.

وفيه طلع ابن أبي الرداد ببشارة النيل، وجاءت القاعدة سبع أذرع، وكانت الزيادة في أول يوم من المناداة خمس أصابع.

ومن الحوادث أنه في يوم الخميس ثالث عشره تسحب من سجن القلعة، وقت الظهر، نحو سبعين إنسانا من المحابيس، ما بين مشايخ عربان وفلاحين وغير ذلك فاضطربت القاهرة بسبب ذلك، فمضوا ولم تنتطح في ذاك شاتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>