للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الحوادث، أن شخصا من المماليك القرانصة في سن الشيخوخة، طلع إلى القلعة وقت صلاة الصبح، وكان يوم الجامكية، فبينما هو طالع برأس الصوة وإذا بثلاثة أنفار من المماليك الجلبان خرجوا عليه هناك، فقتلوه بخنجر في بطنه فمات لوقته، وقتلوا عبده أيضا وكان ماشيا معه حاملا قماشه التي يلبسها عند طلوعه إلى القلعة، فآل أمره بأن ذلك الجندي كان له إقطاع فمرض، فلما ثقل في المرض طلع هؤلاء المماليك يطلبون إقطاعه، فقال لهم السلطان: "حتى يموت خذوه". ثم أن الجندي عوفي من ذلك المرض، فلما طاب وطلع إلى القلعة، قتله هؤلاء المماليك من قهرهم منه. وأعجب من ذلك أن السلطان أخرج الإقطاع إلى غير هؤلاء المماليك الذين قتلوا الجندي، بسبب إقطاعه، فكان كما يقال:

فغض الطرف إنك من نمير … فلا كعبا بلغت ولا كلابا

ومن الحوادث في هذا الشهر، أن الأمير طراباي رأس نوبة النوب، كان له حاصل في درب الخازن، وفيه دريس فحرق بالنهار وقت الظهر، فذكر بعض الجيران أنه رأى شخصا في صفة فلاح، كان هناك في عمارة مع جملة الفعلاء، فرمى في ذلك الدريس نارا، وربما كان هذا الكلام كذبا عليه، فأرسل من قبض عليه وضربه بالمقارع، ثم قطع يده اليمين، وأشهره في القاهرة، ثم أراد حرقه بالنار فشفع فيه بعض الأمراء.

وفي سادس عشره، توفي القاضي بدر الدين محمد ابن القاضي شمس الدين بن محمد القرافي المالكي، وكان من أعيان نواب المالكية، وكان ينتسب إلى الشيخ عبد الله بن أبي جمرة رحمة الله عليه.

وفيه توفي شخص حريري، كان له دكان على رأس عطفة الماطيين، تجاه سوق اليوسفية، فوجد عنده في دكانه أربعة آلاف دينار ما بين ذهب وفضة وهي موزعة في براني في سقف الدكان، وكان رث الهيئة يدعي الفقر.

ويقرب من ذلك أن امرأة كانت تستعطي عند جامع ابن طولون، فلما ماتت وجد عندها سبعمائة دينار، ما بين ذهب وفضة، ووجد عندها أمطار فيها فلوس جدد، ووجد عندها ربع غزل، نحو من ثمانمائة ربعة، فتعجب الناس من ذلك.

*****

وفي ذي الحجة، في يوم سابعه، خرج الأمير أزدمر الدوادار مسافرا إلى جهة الكرك، ونابلس، بسبب فساد بني لام، وخرج صحبته الأمير قانصوه بن سلطان جركس، والأمير

<<  <  ج: ص:  >  >>