للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاني بك النجمي، وجماعة كثيرة من الأمراء العشراوات، ومن المماليك السلطانية نحو من خمسمائة مملوك، فكان له يوم مشهود.

وفيه خلع السلطان على قانصوه كاشف الشرقية، وعلى ماماي جوشن كاشف الغربية، بأن يكونا على عادتهما، وكان أشيع عزلهما.

وفيه ركب القاضي كاتب السر محمود بن أجا، وكان عليلا منقطعا عن الركوب. فلما طلع إلى القلعة، خلع عليه السلطان كاملية ونزل من القلعة في موكب حافل.

وفيه قلع السلطان الصوف ولبس البياض، ووافق ذلك خامس بشنس القبطي، ثم ابتدأ يضرب الكرة، ففي أول يوم من ذلك تقنطر أمير كبير قرقماس، ووقع إلى الأرض ثم قام وركب.

وفيه هجم المنسر على شخص من الأمراء العشراوات، يقال له: خشكلدي الهواري، وكان دوادار الأتابكي قيت الرحبي، وكان ساكنا بالقرب من حدرة الكماجيين، فلما هجم عليه المنسر تحت الليل، ذبحوه وهو راقد في فراشه، وأخذوا كل ما في البيت ولا يعلم من فعل ذلك. وقد أشيع بين الناس أن زوجة خشكلدي المذكور كانت هي السبب في قتله، فأقامت مدة وهي في الترسيم ببيت بركات بن موسى.

وفيه حضر مبشر الحاج، وأخبر بأن العسكر لما انتضر على يحيى بن سبع، توجه إلى مكة ووقف بالجبل، وأخبر بأن العيد كان هناك يوم الجمعة، وأن مكة مغلية (١)، وأخبر أيضا أن الفرنج كثر تعبثهم ببحر الهند، وأن حسين باش العسكر المتوجه إلى هناك يشرع في بناء أبراج على ساحل جدة وصور، وقد جهزوا المراكب إلى الخروج إلى عدن، فسر السلطان لهذا الخبر … لكن تزايد الضرر من الفرنج فيما بعد وترادفت مراكب الفرنج ببحر الحجاز، حتى بلغوا فوق عشرين مركبا، وصاروا يعبثون على مراكب تجار الهند، ويقطعون عليهم الطريق في الأماكن المخيفة، ويأخذون ما معهم من البضائع، حتى عز وجود الشاشات والأرز من مصر وغيرها من البلاد.

وسبب هذه الحادثة أن الفرنج تحيلوا حتى فتحوا السد الذي صنعه الإسكندر بن فلبس الرومي. وكان هذا نقبا في جبل بين بحر الصين وبحر الروم، فلا زال الفرنج يعبثون في ذلك النقب مدة سنين حتى انفتح وصارت تدخل منه المراكب إلى بحر الحجاز، وكان هذا من أكبر أسباب الفساد (١).


(١) - مغلية: أي بها غلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>