للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موجوده جميعا وسلب نعمته، وكان في سعة من المال، ثم سجنه وأقام به مدة طويلة، نحوا من أربع سنين، وقاسى شدائد ومحنا وأمره مشهور.

وفيه أنعم السلطان على أركماس بن طراباي الذي كان نائب الشام، وحضر إلى القاهرة بتقدمة ألف، وجعل له مرتبا على الذخيرة من غير إقطاع، ورتب في كل شهر له ألف دينار، وفي كل سنة ألف أردب قمح، ورسم له بأن يقف في المواكب فوق الأمير طراباي رأس نوبة النوب، وأحضر له تخفيفة من تخافيفه التي بالقرون الطوال فألبسها له، وقلع من عليه سلاري وشق وألبسه له، فحصل له في ذلك اليوم غاية الجبر من السلطان، واستمر ساكنا بالأزبكية.

وفيه توفي الركني عمر بن تغري بردي السيفي، سودون بقجة، الذي كان دوادار الخليفة المتوكل على الله عبد العزيز، وكان رئيسا حشما كثير العشرة للناس، وكان لا بأس به في أولاد الناس.

وفيه سافر ناظر الخاص علاء الدين بن الإمام إلى جهة الطور، بسبب تجهيز العليق لأجل العسكر المعين إلى مكة، فخرج ومعه جماعة من المماليك السلطانية.

*****

وفي رجب خلع السلطان على شرف الدين النابلسي الأستادار، باستمراره في الأستادارية، وكان أشيع عزله.

وفي يوم الاثنين سابعه حضر دولات باي، قرابة العادل طومان باي الذي كان نائب الشام، وولي نيابة طرابلس أيضا، وكان أظهر العصيان والتف على سيباي نائب حلب، فلما حضر سيباي وقابل السلطان، فر دولات باي والتجأ إلى علي دولات وأقام عنده.

فأرسل علي دولات ولده إلى السلطان ليشفع في دولات باي، فأجابه السلطان إلى ذلك، وأرسل له أمانا على يد شاد بك نائب المهمندار. فلما وثق من ذلك حضر إلى القاهرة، وقد حدثت من دولات باي هذا أمور شتى، وتوجه إلى بلاد ابن عثمان، على أن يثير فتنة كبيرة، فما طلع من يده شيء، وآل أمره إلى أن حضر بالأمان، فلما قابل السلطان حمل تحت إبطه ثوبا بعلبكيا أي كفنه، كما فعل قانصوه خمسمائة فعفا عنه السلطان، وخلع عليه كاملية مخمل أحمر بسمور، ونزل من القلعة في موكب حافل.

وفي هذا الشهر خرج العسكر المعين إلى مكة، وكان باش العسكر خاير بك بن اينال كاشف الغربية، أحد المقدمين، وصحبته قنبك بن شاد بك رأس نوبة ثاني، وخرج صحبتهم جماعة من الأمراء العشراوات، ومن المماليك السلطانية نحو من خمسمائة مملوك، وخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>