للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي جمادي الأولى تغير خاطر السلطان على القاضي فخر الدين بن العفيف كاتب المماليك، ورسم عليه أربعة من الخاصكية، وأقام مدة وهو في الترسيم، وقرر عليه مالا حتى يرده لما تقتضيه الآراء الشريفة في أمره.

وفي يوم الاثنين عاشره أنفق السلطان على العسكر المعين إلى تجريدة الحجاز، فأنفق لكل مملوك مائة دينار وسبعة أشرفية ثمن جمل، وقرر معهم بأن يكون السفر أول رجب، فشرعوا في عمل اليرق.

وفيه خلع السلطان على القاضي فخر الدين كاتب المماليك، وأعاده إلى وظيفته، بعد أن أورد نحوا من ألفي دينار وكسور.

وفيه ثبت النيل المبارك على تسع عشرة ذراعا وأصبعين من عشرين ذراعا، وهبط قبل دخول بابه وكان نيلا متوسطا.

وفيه عقد للأمير طومان باي قريب السلطان، على ابنة الأمير أقبردي الدوادار، وكان العقد بالقلعة وحضر القضاة الأربعة وسائر الأمراء وأعيان الناس، وكان الأمير طومان باي يومئذ في غاية العظمة، وقد جمع بين شادية الشرابخاناه وتقدمة ألف.

وفيه رسم السلطان بشنق شخص يسمى عمر - وكان مباشرا بالواح - فشنق على باب زويلة، وشنق معه شخص آخر يسمى الشيخ حسن، من مباشري الواح أيضا.

وفي أواخر هذا الشهر رسم السلطان بعقد مجلس في الميدان، فاجتمع هناك القضاة الأربعة، وذلك بسبب شخص يسمى شمس الدين بن أبي عبيد، وقصته مشهورة بين الناس، فوقع في ذلك المجلس بسببه بين القضاة ما لا خير فيه، وآل أمره بأن السلطان رسم بعزله عزلا مؤبدا، وانفصل المجلس على ذلك.

*****

وفي جمادى الآخرة قلع السلطان البياض ولبس الصوف، وقد خالف العادة فلبس الصوف في سادس عشرين بابه قبل دخول هاتور بأربعة أيام، ولم يكن الحال يقتضي ذلك ولا أفرط البرد في تلك الأيام، فعد ذلك من النوادر، ولم يعلم ما سبب ذلك.

وفيه وقعت نادرة غريبة، وهي أن شخصا من أبناء التجار، يقال له عمر بن عبد اللطيف، وكان والده من أعيان التجار، فأشيع عنه أنه قد قتل زوجته في بتية خشب، وأحرقها بالنار لأمر وقع منها … وكانت هذه الواقعة برشيد. فلما بلغ السلطان ذلك، أحضره في الحديد، فلما حضر عاقبه على ذلك أشد العقوبة فلم يقر بشيء، فاحتاط على

<<  <  ج: ص:  >  >>