للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد: "لم يبلُغْنا أنَّ النبيَّ ، ولا أحدًا من أصحابِه حكمُوا فيه بجزاءٍ؛ لأنه يجوزُ في خولُها بغيرِ إحرامٍ، ولا تصلحُ لأداءِ نسكٍ، ولا لذبحِ الهدايَا" (١).

تنبيهٌ: حدُّ حرمِها ما بينَ "جبلِ ثورٍ (٢) " إلى "جَبلِ عِيرٍ (٣) " (٤)؛ لحديثِ عليٍّ المتقدمِ: "حَرَمُ المَدِيْنَةِ مَا بَيْنَ ثَوْرٍ إِلَى عِيرٍ". متفق عليه. وهوَ: ما بينَ لابتَيهَا (٥)؛ لحديثِ أبي هريرةَ (٦): قال رسول الله : "مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَرَامٌ". متفق عليهِ (٧). واللابةُ: الحرةُ، أي: أرضٌ تركبُها حِجارة سُودٌ (٨). وقَدْرُه:


(١) رواه عنه بكر بن محمد. أفاده ابن مفلح في الفروع ٦/ ٢٣.
(٢) جبل ثور: جبل صغير أحمر اللون، يقع عند سفح جبل أحد من الجهة الشمالية، في شمال المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي ثمانية كيلو مترات، سمي بذلك لشبه شكله بشكل الثور. يحده من الشمال أرض منبسطة تنتهي بطريق الجامعات، ومن الجنوب: جبل أحد بعظمته، ومن الشرق أرض منبسطة أيضًا تنتهي بمساكن الحرس الوطني، ومن الغرب: السفوح المنحدرة لجبل أحد، وقد وقع في وجوده في المدينة اختلاف قديم، ثم تقرر بعد أنه موجود ووقع الاختلاف في مكانه. وهذا القول عليه الأكثر. انظر: معالم المدينة المنورة ٤١، ٢١٠ وما بعدها، معجم المعالم الجغرافية ص.
(٣) جبل عير: يقع في الجهة الجنوبية من المدينة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي ٧ كم، ويحده من الشرق بعض المخططات السكنية، وحي الوسيعة، ومن الغرب شريط ضيق من الأراضي الوعرة، يمتد خلفها الطريق السريع المعروف، ومن الجنوب أراضي واسعة تغلب عليها الحرة السوداء، ويمتد مع امتداد طريق الجامعات، ومن الشمال امتداد مسار الطريق السريع. انظر: معالم المدينة المنورة ٣٤٧.
(٤) انظر: المستوعب ١/ ٥٧٣، المقنع ١٢٣، غاية المنتهى ١/ ٣٩٧.
(٥) انظر: المغني ٥/ ١٩١، الفروع ٦/ ٢٥، منتهى الإرادات ١/ ١٩٧.
(٦) هو: أبو هريرة، عبد الرحمن بن صخر - وقيل: عامر - بن عبد ذي الشرى بن طريف الدوسي (قبل البعثة بعشر سنين فأكثر - ٥٧ هـ). أكثر مَن روى حديث النبي عن الصحابة. جُمع له من ذلك ٥٣٠٠ حديث وكسر. وروى عن: أبي بكر، وعائشة، وعمر بن الخطاب. وروى عنه جماعة غفيرة: كابن عمر، وواثلة بن الأسقع، وسعيد بن المسيب. أسلم بين الحديبية وخيبر سنة سبع، وسكن الصفة. انظر: الإصابة ٧/ ٤٢٥، الاستيعاب ٤/ ١٧٦٨، أسد الغابة ٥/ ٣١٨، تهذيب التهذيب ١٢/ ٢٦٢.
(٧) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في كتاب فضائل المدينة، باب لابتي المدينة (١٨٧٣) ٢/ ٦٦٢، ومسلم - واللفظ له - في كتاب الحج، باب فضل المدينة ودعاء النبي فيها بالبركة (١٣٧٢) ٢/ ٩٩٩.
(٨) اللَّابة واللُّوبة: هي الحرَّة، وهيم الأرض التي قد أُلْبِسَت حجارة سُود، وجمعها: لابات ولُوب ولابٌ، قال الأزهري: اللُّوبة: ما اشتد سواده وغلُظ وانقاد على وجه الأرض، =

<<  <  ج: ص:  >  >>