للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكة، وعليهِ دمٌ (١)، لتركِه الواجبَ، ويجزيه عنْ عمرةِ الإسلامِ (٢).

ومن لم يمرَّ بميقاتٍ، أحرمَ إذا علمَ أنه حاذَى أقربَ المواقيتِ (٣)، فإنْ لم يحاذِ ميقاتًا أحرمَ عن مكة بقدرِ مرحَلَتينِ (٤) -فيُحرمُ في المثالِ منْ جُدَّة (٥)؛ لأنهَا على مرحلَتَينِ من مكة (٦) -؛ لأنهُ أقلُّ المواقيتِ.

تتمةٌ: لا يجوزُ لمكلفٍ، حرٍّ، مسلمٍ أرادَ مكة، أو الحرمَ، أو نسكًا، أن يتجاوزَ الميقاتَ بلا إحرامٍ (٧)، إلا إنْ تجاوزَهَ لقتالٍ مباحٍ (٨)، لدخولِه والصحابةِ يومَ فتحِ مكة منْ غيرِ إحرامٍ (٩)، أو لخوفٍ (١٠)، أو حاجةٍ تتكررُ، كحطابٍ،


(١) انظر: المغني ٥/ ٦٢، الإنصاف ٤/ ٥٥، معونة أولي النهى ٣/ ٢٠٥.
(٢) انظر: شرح الزركشي ١/ ٤٦٥، معونة أولي النهى ٣/ ٢٠٥، غاية المنتهى ١/ ٣٨٨.
(٣) ويستحب الاحتياط مع جهل المحاذاة. انظر: الهداية ١٠٩، شرح الزركشي ١/ ٤٦٦، الإقناع ١/ ٥٥٣.
(٤) انظر: المبدع ٣/ ١١٠، التنقيح المشبع ٩٨، غاية المنتهى ١/ ٣٦٣.
(٥) جُدَّة: -بالضم والتشديد-: بلدة على ساحل مكة، بينهما ٧٠ كم، سميت باسم أم البشر (حواء) لأن قبرها موجود هناك، كانت تحط بها السفن من الهند واليمن، وكان عثمان بن عفان هو أول من أمر بجعلها ميناء مكة، وهي اليوم الميناء الرئيس للمملكة على البحر الأحمر. انظر: الروض المعطار ١٥٧، الموسوعة الحديثة للمملكة ١/ ١٩٣، إقليم الحجاز ٣٩.
(٦) ظاهر هذا: أن الإحرام من "جُدَّة" هو للقادم من البحر فقط؛ لأنه هو الذي يُتصوَّر فيه أن لا يُحاذيَ ميقاتًا؛ كالذي يجيء من "سواكن" إلى "جُدة" من غير أن يمر بـ "رابغ" ولا "يلملم" فَيَصِلُ جدةَ بدون أن يحاذيهما؛ فيحرم منها؛ لأنها حينئذ على قدر مرحلتين من مكة. وانظر في هذه المسألة: شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٢٥، مطالب أولي النهى ٢/ ٢٩٨، حاشية الروض المربع ٣/ ٥٣٦.
(٧) انظر في هذه المسائل الثلاث: المغني ٥/ ٧٠، المبدع ٣/ ١١٠، الإنصاف ٣/ ٤٢٧، الإقناع ١/ ٥٥٣، غاية المنتهى ١/ ٣٦٣.
(٨) انظر: الكافي ١/ ٣٧٧، الشرح الكبير ٣/ ٢١٨، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٢٧.
(٩) جاء ذلك من قول جابر : "أن النبي دخَلَ يومَ فَتحِ مَكةَ وعَليهِ عِمامَةٌ سَودَاءُ بِغيرِ إِحْرَامٍ". رواه مسلم في كتاب الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام (١٣٥٨) ٢/ ٩٩٠، وهو مأخوذ أيضًا من حديث أنس : "أن النبيَّ دخلَ مكَةَ عامَ الفَتحِ وَعَلى رَاسِهِ المِغفَرُ". رواه البخاري في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح (٤٢٨٦) ٤/ ١٥٦١.
(١٠) انظر: الشرح الكبير ٣/ ٢١٨، المحرر ١/ ٢٣٤، شرح الزركشي ١/ ٤٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>