للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجب الاستئذان على كلّ من يدخل عليه (١). قال في "الرعاية الكبرى": "صفة الاستئذان: "سلام عليكم، أأدخل؟ "" (٢). ففي هذا تقديم السلام على الاستئذان، خلافًا لبعضهم (٣). ويستحب أن يجلس حيث انتهى به المجلس (٤)؛ للأخبار (٥).

خاتمة: مذهب السلف وأئمتها: أن العذاب أو النعيم يحصل لروح الميت وبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة، وأيضًا تتصل بالبدن أحيانًا، فيحصل له معها النعيم أو العذاب. ولأهل السُّنَّة قول آخر: أن النعيم والعذاب يكون للبدن، دون الروح. وأهل الكلام لهم أقوال شاذة، فلا عبرة بها (٦).


(١) ينظر: مختصر ابن تميم ٣/ ١٥٢، الإقناع ١/ ٣٨٣، غاية المنتهى ١/ ٢٨٩.
(٢) نقله عنه في الآداب الشرعية ٢/ ١٤. وينظر: شرح منظومة الآداب ص ٢١٤، غذاء الألباب ص ٢٣٨.
(٣) قال بتقديم الاستئذان بعض الحنفية، وهو وجه عند الشافعية. ينظر: بدائع الصنائع ٥/ ١٢٤، الحاوي الكبير ١٤/ ١٤٦.
(٤) ينظر: الآداب الشرعية ٢/ ٢٣، كشاف القناع ٤/ ٢٧٧، مطالب أولي النهى ١/ ٩٤٧. وقدم الحجاوي في شرح منظومة الآداب ص ٢٢٠ أن يجلس حيث أجلسه صاحب البيت.
(٥) عن جابر بن سمرة قال: "كنا إذا أتينا النبي جلس أحدنا حيث ينتهي" رواه أبو داود، في كتاب الأدب، باب في التحلق، رقم (٤٨٢٥)، ٤/ ٢٥٨، والترمذي، في كتاب الاستئذان، رقم (٢٧٢٥)، ٥/ ٧٣، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، وأحمد ٥/ ٩١، وصححه الألباني في الصحيحة رقم (٣٣٠).
وعن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة ، وكان وصَّافًا عن حلية النبي ، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئًا، فذكر فيه: "وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك" رواه الترمذي في الشمائل ص ٢٧٦، والطبراني في المعجم الكبير ٢٢/ ١٥٨، قال في مجمع الزوائد ٨/ ٢٧٨: "رواه الطبراني، وفيه من لم يسم"، وقال الألباني في مختصر الشمائل رقم (٦): "ضعيف جدًّا".
(٦) ينظر: الاختيارات ص ١٤٠.
وأوضح منه وأبين ما جاء في مجموع الفتاوى ٤/ ٢٨٢: "العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا، باتفاق أهل السُّنَّة والجماعة تنعم النفس، وتعذب منفردة عن البدن، وتعذب متصلة بالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون للروح منفردة عن البدن.
وهل يكون العذاب والنعيم للبدن بدون الروح؟
هذا فيه قولان مشهوران لأهل الحديث والسُّنَّة والكلام. =

<<  <  ج: ص:  >  >>