للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشّين: يتحفظ بما فيها من التّفشي، فإن شدّدت نحو: ﴿فَبَشَّرْناهُ﴾ (١)، أو سكنت، ك ﴿يَشْرَبُونَ﴾ فيتأكد، فإن وقف على نحو: ﴿الرُّشْدُ﴾ (٢) فأبلغ، خوفا من أن تصير كالجيم، وكذا نحو قوله: ﴿شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ (٣) للتّجانس (٤).

والياء: يعتنى ببيانها إذا تحركت، نحو: ﴿فَإِمّا تَرَيِنَّ﴾، و ﴿مَعايِشَ﴾، و ﴿شِيَةَ﴾ (٥) مع تسهيل اللفظ بحركتها، وليحترز من قلبها في الأخيرتين همزة، فإن تكرّرت في كلمتين والأولى ساكنة وجب إظهارها، ك ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ﴾، ﴿فِي يَوْمٍ﴾ (٦) مع مدّ قليل من غير إفراط في التّليين، وكذا نحو: ياء ﴿الرَّحِيمِ﴾، وواو ﴿أَعُوذُ﴾، وألف ﴿الرَّحْمنِ﴾ وصلا، فليحترز من زيادة التّمكين على المقدار الطّبيعي، فإنّه لحن، إذ لا سبب للمدّ في هذا، وكذا يحترز من إسقاطه كما يفعله بعضهم، إذ هو مخلّ بالحرف، فإن شدّدت الياء نحو: ﴿إِيّاكَ﴾، و ﴿عِتِيًّا﴾، و ﴿بِتَحِيَّةٍ﴾ (٧) تأكد إظهارها، بأن يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة من غير مبالغة في التّشديد، وإن تكرّرت في كلمة وإحداهما مشدّدة، نحو: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ﴾، و ﴿بِالْعَشِيِّ﴾، و ﴿وَإِذا حُيِّيتُمْ﴾ (٨) وجب بيانها أيضا؛ وإلاّ سقطت الأولى لثقل التّكرير (٩).

والضّاد: لولا الاستطالة المختصّة به واختلاف مخرجه لكان ظاء، قال ابن الجزري: وهذا الحرف إذا لم يقدر الشّخص على إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم، والألسنة فيه مختلفة، وقلّ من يحسنه، فمنهم من يخرجه


(١) الصافات: ١٠١.
(٢) كما في: البقرة: ٢٥٦، الأعراف: ١٤٦، الجن: ٢.
(٣) النساء: ٦٥.
(٤) النشر ١/ ٢١٩، التمهيد: ١٧٥.
(٥) (مريم: ٢٦)، (الأعراف: ١٠، الحجر: ٢٠)، (البقرة: ٧١) على الترتيب.
(٦) الناس: ٥، (إبراهيم: ١٨، السجدة: ٥، القمر: ١٩، المعارج: ٤، البلد: ١٤) على الترتيب.
(٧) الفاتحة: ٥، مريم: ٨، ٦٩، النساء: ٨٦ على الترتيب.
(٨) (الأعراف: ١٩٦)، (آل عمران: ٤١، ص: ١٨، ٣١، غافر: ٥٥)، (النساء: ٨٦) على الترتيب.
(٩) النشر ١/ ٢٢٤، الرعاية: ١٧٩، التمهيد: ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>