للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿قالَ سَلامٌ﴾ (١) هنا و «الذاريات» فحمزة والكسائي بكسر السّين وسكون اللاّم من غير ألف في السّورتين، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف بفتح السّين واللام وبألف في السّورتين، هما لغتان ك «حرم» و «حرام»، و «حلّ» و «حلال»، وعليه قوله (٢):

مررنا فقلنا إيه سلم فسلّمت … كما اكتلّ بالبرق الغمام اللوائح

وقيل بمعنى: مسالمة ضد الحرب، لأنّه خافهم عند امتناع الأكل، قاله مكّي (٣)، قال الجعبري (٤): ويقويه مغايرة الإعراب، ويضعفه تقدّمه على الامتناع، وخرج بقيد ﴿قالَ:﴾ ﴿قالُوا سَلاماً﴾ المتفق عليه عند القراء الثّلاثة عشر المذكورين، وانتصب على المصدر، أي: سلمنا عليك سلاما، ويجوز نصبه ب ﴿قالُوا﴾ على معنى: ذكروا سلاما، وارتفع الثّاني بالابتداء، أي: جوابي سلام، أو وعليكم سلام، فهو حكاية قوله، وهو أبلغ لاستمراره كرفع ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ﴾.

وعن الأعمش «قالوا سلم قال سلم» (٥) بالكسر والسّكون والقصر ورفع الميمين فيهما في السّورتين، والجمهور على نصب الميم في الحرفين الأوّلين من السّورتين ورفع الثانيين منهما كما مرّ.

واختلف في ﴿يَعْقُوبَ * قالَتْ﴾ (٦) فحفص وابن عامر وحمزة بفتح الباء، وهل


(١) هود: ٦٩، الذاريات: ٢٥، النشر ٢/ ٢٩١، المبهج ٢/ ٦٣٦، إيضاح الرموز: ٤٤٤، مصطلح الإشارات: ٢٨٩.
(٢) البيت من الطويل وهو لذي الرمة، غيلان بن عقبة، في ديوانه: ٣١٢، وهو في تاج العروس ٣٠/ ٣٤٩، لسان العرب ١١/ ٥٩٠.
(٣) الكشف ١/ ٥٣٤، مشكل إعراب القرآن ١/ ٤٠٧.
(٤) كنز المعاني ٤/ ١٧٤٨.
(٥) هود: ٦٩، المبهج ٢/ ٣٦٣.
(٦) هود: ٧١، ٧٢، النشر ٢/ ٢٩١، المبهج ٢/ ٦٣٦، تفسير الكشاف ٢/ ٤١١، الدر المصون ٨/ ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>