للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللاّم فعلا ماضيا من باب «علم» فتكسر ميمه وتفتح لامه، و ﴿غَيْرُ﴾ بالنّصب، ويتعين عود الضّمير على ابن نوح، وفاعل ﴿عَمَلٌ﴾ ضمير يعود عليه أيضا، و ﴿غَيْرُ﴾ مفعول به، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف تقديره: عمل عملا غير صالح كقوله ﴿وَاِعْمَلُوا صالِحاً،﴾ وقرأ الباقون بفتح الميم ورفع اللاّم منوّنة على أنّه اسم، وعبّر بالرّفع على معنى أنّه ذو عمل، أو جعل ذاته ذات العمل للمبالغة في الذم، وعلى هذه القراءة ففي الضّمير أوجه أظهرها أنّه عائد على ابن نوح، ويكون في الإخبار عنه بالمصدر المذاهب الثلاث في: رجل عدل، وقيل: إنّه يعود إلى السؤال المفهوم من النّداء، وفيه خطر عظيم ينبغي تنزيه أوّل الرسل إلى أهل الأرض عنه، ولذا ضعّفه الزّمخشري (١)، واستدل من قال بذلك أنّ في حرف عبد الله بن مسعود: «إنّه عمل غير صالح أن سألتني ما ليس لك به علم»، وهذا مخالف للسواد، ويحتمل أن يعود على تركه الركوب، أي: أنّ تركه الركوب وكونه مع الكافرين عمل غير صالح.

واختلف في ﴿فَلا تَسْئَلْنِ﴾ (٢) فقالون وابن ذكوان بفتح اللاّم وتشديد النّون مكسورة من غير ياء على أنّ أصله «تسألنني» فحذفت نون الوقاية لاجتماع النونات وكسرت الشديدة للياء ثمّ حذفت اكتفاء بالكسرة على أنّها نون التوكيد والفعل متصل بياء المتكلم فيلزم الكسر، وقرأ ورش، وكذا أبو جعفر بفتح اللاّم وتشديد النّون مكسورة وإثبات الياء في الوصل دون الوقف، وقرأ ابن كثير وهشام بخلف عنه بفتح اللاّم وتشديد النّون مفتوحة من غير ياء على أنّ النّون للتوكيد، والفعل ليس متصلا بياء المتكلم، وافقهما ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو بإسكان اللاّم وتخفيف النّون مكسورة وإثبات الياء في الوصل فقط على أنّ النّون/نون الوقاية، وافقه اليزيدي والحسن، وقرأ عاصم وحمزه والكسائي وكذا خلف بتخفيف النّون مكسورة وحذف الياء في


(١) الكشاف ٢/ ٢٧٣.
(٢) هود: ٤٦، المبهج ٢/ ٦٣٤، النشر ٢/ ٢٩٠، ٢٩٣، إيضاح الرموز: ٤٤٣، مصطلح الإشارات: ٢٨٨، تفسير البيضاوي ٣/ ٢٣٨، الدر المصون ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>