للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿وَاِتَّخِذُوا﴾ (١) فنافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر عطفا على ما قبله، إمّا على مجموع ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا﴾ فيحتاج إلى إضمار «إذ»، وإمّا على نفس ﴿جَعَلْنَا،﴾ فلا يحتاج إلى تقديرها، بل يكون في صلة «إذ»، والمعنى: واتخذ النّاس من مكان إبراهيم - الذي وسم به لاهتمامه به، وإسكان ذريته عنده - قبلة يصلّون إليها فهو خبر عن الامم السّالفة وعنّا لأنّ الصّحيح أنّ شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ، ووافقهم الحسن، وقرأ الباقون بكسرها على الأمر.

واختلف من المواجه به؟، فقيل: إبراهيم وذرّيّته، أي: وقال الله لإبراهيم وذريته:

اتّخذوا، وقيل النبي وأمته، أي: وقلنا اتخذوا، وعلى هذين القولين يكون ﴿وَاِتَّخِذُوا﴾ معمولا/لقول محذوف.

وغلّظ ورش لام ﴿مُصَلًّى﴾ (٢) في الوقف مع الفتح، ورققّها مع التّقليل، وحمزة والكسائي وكذا خلف بالإمالة.

وفتح ﴿بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ﴾ (٣) نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر.

وعن ابن محيصن في (المبهج) ضم باء «ربّ» المنادى المضاف إلى ياء المتكلم وهو في سبعة وستين موضعا هذا أوّلها: ﴿رَبِّ اِجْعَلْ﴾ (٤)، ومن (المفردة) بالكسر إلاّ ﴿رَبِّ اُحْكُمْ﴾ في «الأنبياء» وما جاء منه ممّا هو متّصل بهمزة الوصل فإنّه وافق في ضمه صاحب (المبهج).

و ﴿رَبِّ﴾ منادى مضاف إلى الياء، وحذف منه حرف النّداء، والمضاف إلى الياء فيه لغات، أحسنها أن يحذف منه ياء الإضافة، ويدل عليها الكسرة فيجتزأ بها لأنّ


(١) البقرة: ١٢٥، النشر ٢/ ٢٢٢، المبهج ١/ ٤٨٠، مفردة الحسن: ٢٢٢، الإيضاح: ٢٨٦، المصطلح: ١٥٣، والبحر ١/ ٦١٠، الكشاف ١/ ١٨٥، الدر ٢/ ١٠٥، كنز المعاني ٣/ ١١٧٤.
(٢) البقرة: ١٢٥.
(٣) البقرة: ١٢٥، النشر ٢/ ٢٣٩، إيضاح الرموز: ٣١٤، مصطلح الإشارات: ١٩٣.
(٤) البقرة: ١٢٦، المبهج ١/ ٤٨٠، إيضاح الرموز: ٢٨٦، مصطلح الإشارات: ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>