أرسل طرفك إلى نشأة الأمة وتبين أسباب نهوضها الأول فترى أن ما جمع كلمتها وأنهض همم آحادها ولحم بين أفرادها وصعد بها إلى مكانة تشرف منها على رؤس الأمم وتسوسهم وهي في مقامها بدقيق حكمتها إنما هو "دين" قويم الأصول محكم القواعد شامل لأنواع الحكم باعث على الألفة داع إلى المحبة مزك للنفوس مطهر للقلوب من أدران الخسائس منور للعقول بإشراق الحق من مطالع قضاياه كافل لكل ما يحتاج إليه الإنسان من مباني الاجتماعات البشرية وحافظ وجودها وينادى بمعتقديه إلى جميع فروع المدنية الصحيحة، انظر إلى التاريخ قبل بعثة الدين وما كانت عليه من الهمجية والشتات وإتيان الدنايا والمنكرات حتى إذا جاءها الدين وحدها وقواها وهذبها ونور عقولها وقوم أخلاقها وسدد أحكامها فسادت على العالم وساست من تولته بالعدل والإنصاف أ هـ.