أما بعد حمد الله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان وأوضح على وحدانيته الدليل والبرهان وجلى بنور هدايته الأفهام والأذهان، والصلاة والتسليم على أشرف الرسل وخاتم الأنبياء سيد ولد عدنان المبعوث بالهدى والفرقان، ليقاتل من خالفه وعصاه بالسيف والسنان، ويبشر من أطاعه ووالاه بالمغفرة والرضوان والخلود في غرف الجنان وعلى آله وصحبه الغر الحسان الذين قاموا بنصر الدين بعدما عفت رسومه وعاث بالأرض الشيطان، وعلى أتباعهم وأتباع أتباعهم أبدا ما أظل الملوان، وتعاقب الجديدان.
فقد وقف العبد الضعيف الفقير إلى رحمة ربه العليم القدير كاتب هذه الأحرف على أجوبة هذا السائل التي عدُّها مساو سُوَر القرآن، وأنها محتاجه في جوابها إلى حسن نظر وزيادة بيان، فوجدت المجيب عنها برمتها قد أجاد وأصاب وأتى فيها بالعجب العجاب فقيد مطلقها وأطلق مقيدها وخصص عامها وبين مجملها وأصل أصولها وفرع فروعها وأزاح عللها وأظهر جامعها وألغى فارقها وأتى فيها بكل مناسب معتبر، وألغى ما يستحق الإلغاء بالتقسيم والسبر مع الإيجاز المفيد والاختصار السديد، وحق له ذلك مع اجتهاده في الطلب وجده وجهده في ........ أن يعد من الأفراد ويخص من بين الآحاد (٢٢/ظ) وعن قريب إن شاء الله يصل إلى غاية المقصود ويبلغ من السؤدد ما يؤمل ويزيد مع الذهن الرائق والفهم الفائق والطبيعة المنقادة والقريحة الوقادة، وهو الولد الإمام العالم العلامة البارع الأوحد الكامل المفنن البحاث النظار ذو الفنون العديدة والمباحث المتقنة السديدة: بدر الدين أبو محمد الحسن بن المرحوم الشيخ