وقوله: وكيف يبلغ موتانا التي دفنت ... وقد يقصر عن أحيائنا الغيب
في يبلغ ضمير يرجع على سلامه, يقول: كيف يبلغ سلامي موتانا المدفونة, وقد يقصر عن الغائب الحي؟
وقوله:
قد كان قاسمك الشخصين دهرهما ... وعاش درهما المفدي بالذهب
كان لسيف الدولة أختان: إحداهما هذه المرثاة بالقصيدة التي على الباء, وهي الكبرى منهما. والأخرى المرثية بالقصيدة التي أولها:
إن يكن صبر ذي الرزية فضلا
وهي الصغرى من الأختين.
وقوله:
قد كان قاسمك الشخصين دهرهما ... وعاش درهما المفدي بالذهب
مبني على قوله في القصيدة الأخرى:
قاسمتك المنون شخصين جورًا ... جعل القسم نفسه فيه عدلًا
فإذا قست ما أخذن بما أعـ ... ـدرن سرى عن الفؤاد وسلى
يقول: قاسمتك المنون هذين الشخصين جورًا منها؛ لأنه كان ينبغي أن لا تقدم على أذيتك. والهاء في قوله: فيه: عائدة على الجور؛ أي: قد عدل القسم لما ترك الجزء الأفضل, يعني هذه المرثية بالقصيدة التي على الباء. وأغدرن: تركن.
وقوله:
ما كان أقصر وقتًا كان بينهما ... كأنه الوقت بين الورد والقرب
يقول: كان الوقت بين هاتين الأختين متقاربًا كالوقت بين الورد والقرب.