يقف عليه بعضهم بسكون الروي فيصيره في حال المقيد, فيقول:[الطويل]
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
فيسكن اللام, فإذا كانوا ربما خففوا المشدد في حشو البيت فتخفيفه في القافية أيسر, وقد رووا أبي صخرٍ الهذلي:[الوافر]
إذا اختصم الصبى والشيب عندي ... فحكمت المشيب فلا أبالي
حلول الشيب ما لم أجن أمرًا ... يكون سواه أتي حلٍ حلال
أراد: أتي حل فخفف.
وقوله:
وكيف وأنت في الرؤساء عندي ... عتيق الطير ما بين الخشاش
بعد كيف شيء محذوف, كأنه قال: وكيف أصبر عنك, وذلك كثير في الكلام, وإنما يحذفون بعدها لشيء إذا تقدم قبلها ما يدل عليه, مثل أن يقول الرجل: أتروم أن أعطيك مالًا وكيف, وقد سألتك فلم تعطني؛ أي: كيف أعطيك؟ وفي كتاب الله سبحانه:{كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمةً} , كأنه قال: كيف يكون ذلك وإن يظهروا عليكم. وعتيق الطير: يراد به كريمها وأفضلها كالبازي والصقر والجوارح منها, وهم يشبهون الرئيس بعتيق الطير, قال لبيد:[الرمل]
فانتضلنا وابن سلمى قاعد ... كعتيق الطير يغضي ويجل
وخشاش الطير: ضعافها وما لا يصيد منها, وكذلك خشاش الأرض ما صغر من دوابها