وقالوا في مثلٍ: أخدع من ضب حرشته.
ومعنى بيت أبي الطيب أن الضربة قد أمعنت في جسد المضروب, وأن نصف السيف قد انكسر فدخل في جسمه, ونصفه الآخر في يد الضارب.
وقوله:
يدمي بعض أيدي الخيل بعضًا ... وما بعجايةٍ أثر ارتهاش
العجاية: العصب الذي في الوظيف, والارتهاش أن يصك الفرس إحدى يديه الأخرى فتألم بذلك العجاية, وإنما يصف أن الخيل في ضنكٍ فقد أدمى بعض أيديها بعضًا, وليس بها ارتهاش, وإنما هو من التزاحم. وبعض عند قومٍ تقع على ما دون النصف, وقيل: تقع على النصف فما دونه, وأنكر قوم وقوعها على النصف, وكرهوا: جاءني بعض الرجلين, وقالوا: إنما ينبغي أن يقال: جاءني أحدهما.
وقوله:
كأن تلوي النشاب فيه ... تلوي الخوص في سعف العشاس
النشاب: كلمة عربية, وهو مأخوذ من قولهم: نشب في الشيء إذا علق فيه. قال عمر ابن أبي ربيعة (٩٥/ب): [الكامل]
فسمعت ما قالت فظلت كأنما ... يرمى الحشى بنوافذ النشاب
والخوص: واحدته خوصة من خوص النخل, وقد استعملوا الخوصة في غير النخلة, وقالوا: خوصت العرفجة, وهي الخوصة منها, ويروى لمالك بن الريب: [الطويل]
عجبت لعطارٍ أتاني يسومني ... بجبانة الديرين دهن البنفسج
فويحك يا عطار هلا أتيتني ... بنور الخزامى أبو بخوصة عرفج