للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدم كأنها يعجبها ذلك. وقد يجوز أن يكون البيت إخبارًا على غير معنى الدعاء. والأحسن أن يكون دعاءً؛ لأن من شأنهم أن يحمدوا ما يبلغهم المآرب من حيوانٍ وغيره.

وقوله:

فإن الفارس المبغوت خفت ... لمنصله المناصل كالرياش

المبغوت من قولهم: بغته إذا لقيه على فجاءةٍ. والرياش: مأخوذ هاهنا من ريش الطائر؛ لأنه نهاية في الخفة, وأكثر ما يستعمل الرياش في ملابس بني آدم, ويعني بالفارس الممدوح.

وقوله:

فقد أضحى أبا الغمرات يكنى ... كأن أبا العشائر غير فاش

الغمرات: الشدائد. وغمرة كل شيءٍ معظمه. يقال: غمرة الماء, وغمرة الحرب, كأنهم يريدون أنها تغمر من يقع فيها, وقالوا في الجمع: غمر على غير قياسٍ, قال القطامي: [الوافر]

تعلم أن بعد العي رشدًا ... وأن لهذه الغمر انقشاعًا

وإنما القياس: غمار, مثل جفنةٍ وجفانٍ, والغمرات: الجمع القليل. والمثل السائر:

الغمرات ثم ينجلينا ... ثمت يذهبن فلا يجينا

وفاشٍ: أصله الهمز. يقال: فشا الأمر وتفشأ, وقالت امرأة من العرب تصف الطاعون: [الطويل]

تفشأ إخوان الثقات فعمهم ... وأصمت عني المعولات البواكيا

وقال عمرو بن كلثوم فخفف: [الوافر]

<<  <   >  >>