يقسم الفارس المدجج لا يسـ ... ـلم من شفرتيه إلا بداده
يقال: فارس مدجج ومدجج؛ إذا كان كامل السلاح, ويجوز أن يكونوا أرادوا ستره بالدرع من قولهم: ليل دجوجي؛ أي: مظلم يستر ما تحته, وقالوا للقنفذ العظيم الشوك: مدجج لأنه يرمي بشكوكه, فكأنه معد للحرب. والبداد من السرج: ما كان تحت فخذ الفارس, وإنما قيل له: بداد؛ لأنه يفرق بينه وبين ظهر الفرس, ويقال لباطن الفخذ باد. والبد: أصله التفريق, وهو من قولهم: بدد الشيء إذا فرقه, قال الراجز:[الرجز]
قد سمنتها بالسويق أمها ... فبدت الرجل فما تضمها
أي: مدتها, فكأنها قد فارقت غيرها من الجسم, ومنه قولهم: أبدهم حتوقهم؛ أي: فرقها فيهم, وفي حديث أم سلمة:«أن السؤال كثروا عندها يومًا فقالت لجاريتها: أبديهم تمرةً تمرةً»؛ أي: فرقي عليهم التمر.
وقوله:
وتقلدت شامةً في نداه ... جلدها منفساته وعتاده
الشامة: نكته يسيرة في شيء يخالف لونها لونه, وهي من ذوات الياء؛ لأنهم يقولون للرجل: أشيم؛ إذا كانت به شامة, وقالوا: إبل شوم؛ أي: سود, ولم يستعملوا لها واحدًا, قال الهذلي:[الطويل]
معتقةً صرفًا يكون سباءها ... جياد المخاض شومها وحضارها