عيب عليك ترى بسيفٍ في الوغى ... ما يصنع الصمصام بالصمصام
قد تردد في شعر أبي الطيب حذفان في مواضع الإثبات كقوله: عيب عليك ترى وإنما الكلام: أن ترى, وقد مر ذكر ذلك. والصمصام: السيف القاطع. والذين يقولون: إن أصل رقرق: رقق, وأصل تجفجف الورق: تجفف؛ يذهبون إلى أن أصل الصمصام مأخوذ من صمم السيف إذا قطع ولم يصب مفصلًا, وكان الأصل عندهم: صمم فجعلت إحدى الميمات صادًا كما قالوا: ترقرق الدمع, والأصل ترقق. يقول: (١٨٦/ب) أنت سيف فما تصنع بسيفٍ مثلك؟ وأحسن من هذا المعنى قوله في الأخرى: [البسيط]
انظر إذا اجتمع السيفان في رهجٍ ... إلى اختلافهما في الخلق والعمل
وقوله:
ملك زهت بمكانه أيامه ... حتى افتخرن به على الأيام
قال: زهت وهو يريد زهيت؛ وقد حكي: زها الرجل إذا ظهر فيه زهو, والقياس لا يمنع ذلك, وإذا وجد لزهت وجه فهو أحسن من زهت على ما لم يسم فاعله, وهي لغة طائية توجد كثيرًا في شعر طيئ وغيرهم. قال الشاعر: [الطويل]
ألا من رأى قومي كأن رجالهم ... نخيل أتاها عاضد فأمالها
أدفن قتلاها وآسو جراحها ... وأعلم ألا بد مما منى لها
أي مني لها. وهذا الشعر ينشد على لغة طيئ لما لم يسم فاعله, وذلك قوله: [الطويل]
فما وجدوا عصم بن عمروٍ بجبأٍ ... ولا ناظرًا سطر المقات إذا لقى
يريد: لقي.
ولكنه أشغى أصم مثقف ... يكرر إن نادى ويصمت إن دعى
الأشغى: المختلف الأسنان, والمثقف: الطويل في انحناء. وهو أصم لا يسمع فيظن أن الناس مثله, وإذا قال: يا فلان كرر النداء, وإذا دعي صمت لأنه لم يسمع.