للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشاعر للعاذلة: أنت أولى لائمٍ بملامة, وأحوج إلى العذل ممن تعذلين. وضم الذال في يعذل أكثر, وقد حكيت بالكسر.

وقوله:

تقولين ما في الناس مثلك عاشق ... جدي مثل من أحببته تجدي مثلي

نصب مثلك لأنها نكرة, والتقدير: ما في الناس عاشق مثلك فلما قدمت مثلك على عشاق, وهي وصف له, نصبت على الحال كما قال القائل: [الطويل]

وتحت العوالي والظبى مستظلةً ... ظباء أعارتها العيون الجآذر

نصب مستظلة لأنه نعت لظباءٍ مقدم؛ كأنه قال: وتحت العوالي ظباء مستظلة.

ويدلك على أن مثلك نكرة وأن مثل ليست تتعرف بالإضافة إلى المعرفة قول أبي محجن الثقفي: [الكامل]

يارب مثلك في النساء غريرةٍ ... بيضاء قد متعتها بطلاق

يقول: إذا وجدت مثل من أحببته وجدت مثلي فإذا تعذر وجوده تعذر وجود من يشبهني.

وقوله:

محب كنى بالبيض عن مرهفاته ... وبالحسن في أجسامهن عن الصقل

أراد أنا محب فحذف لعلم السامع, ووصف نفسه بأن أحبابه السيوف, وأنه كنى بالبيض عن المرهفات التي هي الصوارم لا عن المرهفات التي عني بها النساء, وكنى عن الصقل بالحسن.

<<  <   >  >>