على أن الموكب يستعمل في ركبان الإبل. وزعم بعضهم أن الوكب كثرة الوسخ, ويجوز أن يكون الموكب من هذا؛ لأنه يثير الغبار فيؤدي ذلك إلى وسخ الجسد واللباس.
وقوله:
يا بدر يا بحر يا غمامة يا ... ليث الشرى يا حمام يا رجل
كان بعض أهل الأدب ينكر قوله: يا رجل في هذا البيت ويستضعفه, وليس كما زعم, وإنما وصف الشاعر أنه بدر وبحر وغمامة وليث شرى وجعله حمامًا, وهو مع ذلك كله, وهذه الخلائق المجتمعة فيه, رجل واحد. وكثير من العرب يخفف جيم الرجل فيقال: فلان نعم الرجل, وهذا قياس مطرد فيما ثانيه مضموم أو مكسور, قال الراجز: [الرجز]
رجلان من ضبة أخبرانا ... أنا رأينا رجلًا عريانا
وقوله:
قلوبهم في مضاء ما امتشقوا ... قاماتهم في تمام ما اعتقلوا
يقال: امتشق السيف إذا استله بسرعةٍ, والمشق: الطعن السريع, قال ذو الرمة: [البسيط]
فكر يطعن مشقًا في جواشنها ... كأنه الأجر في الأقتال يحتسب
ويروى: في الإقبال. وشبه قاماتهم بالرماح؛ لأن العرب تصف بالطول وتذم القصر, قال الشاعر: [الطويل]
تبين لي أن القماءة ذلة ... وأن أشداء الرجال طوالها
ويروى طيالها. وقال آخر: [المتقارب]
نشدتك بالله هل تعلميـ ... ـن أني طويل وأني حسن