وقولُ المؤلِّف:(تعاملتم): يريد: بتجارةٍ كالمبايَعة، ولكن المعاملة أعمُّ من المداينة، فالمداينة تختصُّ بما إذا كان أحدُ العِوَضَيْنِ مُؤجَّلًا، ففسَّر المؤلِّفُ لفظَ:{تَدَايَنْتُمْ} بما هو أعمُّ منه. وقولُه:(كسَلَمٍ وقرضٍ) السَّلَمُ المؤجَّلُ فيه هو المَبيع، والقرضُ دَيْنُ إرفاقٍ لا مُعاوضة، والصحيحُ: أنه يقبلُ التأجيل.
وقولُه:(استيثاقًا ودفعًا للنزاع): بيانٌ لحكمةِ الأمر بالكتابة.
وقولُه:(كتابَ الدَّينِ): بيانٌ لمفعولِ {فَلْيَكْتُبْ}. وقولُه:(بالحقِّ في كتابته … ) إلى آخره: فسَّرَ العدلَ بالحقِّ، والحقُّ ضدُّ الباطل، والمراد؛ بالعدل: العدلُ الخالِصُ الذي ليس فيه باطلٌ، ثم بيَّنَ المؤلِّف ما يحصل به العدلُ في قوله:(لا يزيدُ في المال والأَجل ولا ينقصُ).
وقولُه:(يمتنعَ): يريد قولَه تعالى: {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ} أي: لا يمتنعْ كاتبٌ من الكتابة إذا دُعِيَ إليها. وقولُه:(من): أي: من الكتابة؛ يريد: لا يمتنعْ كاتبٌ من الكتابة.
وقولُه:(إذا دُعي إليها): بيانٌ لحال النَّهي عن الامتناع؛ أي: لا يمتنعْ مِنْ الكتابة في هذه الحال. وقولُه:(أَي: فضَّله … ) إلى آخره: يُبيِّن أن عِلْمَ الكتابةِ نعمةٌ من الله على الكاتب، فالواجبُ مقابلتُها بالشكر، والبخلُ بالكتابة ينافي شكرَ هذه النعمة.
وقولُه:(والكافُ؛ متعلقةٌ بـ «يأب»): الصوابُ أن يقالَ متعلِّقة؛ بـ «لَا يَأْبَ»، وتكون للتعليل؛ فالمعنى: لا يأبَ كاتبٌ أن يكتبَ مِنْ أجلِ أنَّ اللهَ علَّمَهُ، فإنَّ ذلك يقتضي شكرَ اللهِ على هذه النعمة، ومِن شكرِ الله: الإجابةُ إلى الكتابةِ إذا دُعِيَ إليها (١).