للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (وإيتاؤها الفقراءَ مُتعيِّنٌ): أَي: واجبٌ وجوبًا عينيًّا، فلا يجوزُ صرفُ الزكاةِ في الأغنياء؛ بل في الفقراء، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((تؤخذُ من أَغنيائهم فتُردُّ في فقرائهم)) (١).

وقولُه: (بالياء وبالنون … ) إلى آخره: يُشير إلى القراءتين في {يُكَفِّرُ}، وهي: بالياء مسندًا إلى الله بضميرِ الإفرادِ، وقُرئَ بالنون مسندًا إلى الله بضمير الجمعِ.

وقولُه: (مجزومًا): يُشيرُ إلى القراءتين في فعل {يُكَفِّرْ}؛ إحداهما: بجزم الفعلِ، والفعلُ معطوفٌ على محلِّ جوابِ الشرط {فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ}؛ لأَنَّ الجملَة في محلِّ جزم جوابِ الشرط. والثانية: برفعِ الفعلِ، وتكونُ جملةُ {وَيُكَفِّرُ} مستأنفةً (٢).

وقولُه: (بعض): يُبيِّنُ أَنَّ {مِنْ} في قوله: {مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} تبعيضيةٌ؛ فالمعنى: ويُكفرُ عنكم بعضَ سيئاتكم.

وقولُه: (عالمٌ بباطنه … ) إلى آخره: بيانٌ لمعنى {خَبِيرٌ}، فالخبرةُ علمٌ خاصٌّ، وهو العلمُ بالخفيَّات (٣).

وقولُه: (بباطنه): أَي: بباطن عملِكم كما يعلمُ ظاهرَه، فالسِّرُّ والإعلانُ عنده سواءٌ سبحانه وتعالى؛ كقوله تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} [الرعد: ١٠].

* * *


(١) أخرجه البخاري (١٣٩٥) ومسلم (١٩)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(٢) قرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف: {وَنُكَفِّرْ} بالنون والجزم، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم برواية أبي بكر ويعقوب: {وَنُكَفِّرُ} بالنون والرفع. وقرأ ابن عامر وعاصم برواية حفص {وَيُكَفِّرُ} بالياء والرفع. ينظر: «السبعة» لابن مجاهد (ص ١٩١)، و «النشر في القراءات العشر» (٢/ ٢٣٦).
(٣) تقدم في (ص ٦٢١).

<<  <   >  >>