وقولُه:(تقدَّم مثله): يريد أَنَّ الرخصةَ في الفطر للمريض والمسافر قد تقدَّمَ ذِكرها.
وقولُه:(وكرر … ) إلى آخره: يُبيِّنُ السببَ في إعادة ذكر الرخصة في الفطر للمريض والمسافر، وهو أنه قد يُتوهَّم أَنَّ قولَه:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} عامٌّ يشملُ المريضَ والمسافرَ، فيلزم من ذلك نسخ الرخصة التي تقدَّم ذِكرُها.
وقولُه:(ولذا أَباح لكم الفطر … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أَنَّ إرادته تعالى بعباده اليسرَ دون العُسر هو عِلَّةُ الرخصةِ للمريض والمسافر في الفطر.
وقولُه:(ولكون ذلك … ) إلى آخره: يريد قولَه تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، هو في معنى العلة للأمر بالصوم في قوله:{فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، فتضمَّن كلامُ المؤلف أَنَّ قولَه تعالى:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} هو عِلةُ إباحةِ الفطر في المرض والسفر، وهو أيضًا في معنى العلة للأمر بالصوم في عدَّةِ أيامٍ أُخر.
وقولُه:(عطف عليه): يريد أَنَّه لما كان قولُه تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} في معنى العلة للأمر بصوم القضاء؛ عطف عليه قوله:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} وما بعده.
وقولُه:(بالتخفيف والتشديد): يُشير إلى أَنَّ فيها قراءتين: تخفيفُ الميم وتشديدُها، من «أَكمل، وكمَّل»(١).
* * *
(١) قرأ يعقوب وعاصم في رواية أبي بكر بتشديد الميم: {وَلِتُكَمِّلُوا الْعِدَّةَ}، وقرأ الباقون بالتخفيف. ينظر: «السبعة» لابن مجاهد (ص ١٧٦ - ١٧٧)، و «النشر» (٢/ ٢٢٦).