للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآخرة فيُجازينا، في الحديث: ((مَنْ استرجعَ عند المصيبة آجَرَه اللَّه فيها وأَخلفَ عليه خيرًا)) (١). وفِيه: أَنَّ مصباح النَّبيّ صلى الله عليه وسلم طفِئَ، فاسترجعَ، فقالت عائشة: إنَّمَا هذا مِصباحٌ، فقال: ((كلُّ ما ساءَ المؤمن فهو مُصيبةٌ)) رواه أبو داود في مراسيلِهِ (٢). {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ} مغفرةٌ {مِنْ رَبّهمْ وَرَحْمَةٌ} نعمةٌ {وأولئك هُمْ الْمُهْتَدُونَ} إلى الصواب.

وقولُ المؤلِّف: (للعدو، القحطِ، بالقتلِ، بالجوائحِ): نبَّهَ بذلك على أهم أسباب الخوف والجوع والنقص.

وقولُه: (بالجنة): لأنها مِنْ أعظم ما يُبشَّرُ به المؤمن، ويدخل في البشارة: الصلواتُ والرحمةُ من الله كما في الآية.


(١) أخرجه بنحوه الطبري في تفسيره (٢/ ٧٠٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٤٢١)، والطبراني في «الكبير» (١٣٠٢٧)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩٢٤٠)، من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} الآية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكره بنحوه. وهذا إسناد ضعيف؛ وله علتان، الأولى: الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس؛ فإنه لم يسمع منه، وروى عنه مرسلًا.
والأخرى: الضعف في ابن أبي طلحة نفسه؛ فقد تكلم فيه بعض الأئمة، قال أحمد بن حنبل: له أشياء منكرات. ينظر: «الميزان» (٥٨٧٠)، والتهذيب (٧/ ٣٣٩، رقم ٥٦٧)، وضعفه الألباني في الضعيفة (٥٠٠١).
وجاء معنى الحديث في صحيح مسلم (٩١٨) عن أم سلمة مرفوعًا: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله: {إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: ١٥٦]، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها)).
(٢) «مراسيل أبي داود» (٤١٢) عن عمران القصير.

<<  <   >  >>