للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأحل عيسى عَلَيْهِ السَّلام بوحي من الله عَزَّ وَجَلَّ بعض ما كَانَ محرماً عَلَى بني إسرائيل في أحكام التوراة لكنه مكمل ومتمم ومصدق لما بين يديه من التوراة، ثُمَّ يأتي سؤال وهو هل رسل الجن من الجن أم من الإنس، اختلف العلماء في ذلك وقد نقل الإمام ابن أبي العز هنا كلام الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف وكذلك هو منقول من تفسير الإمام مُحَمَّد بن جرير الطبري في آية الأنعام، وهي قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:١٣٠] .

١) مذهب ابن عباس ومجاهد وابن جريج رَضِيَ اللهُ عَنْهُم في هذه المسألة:

ذهب ابن عباس ومجاهد وابن جريج رَضِيَ اللهُ عَنْهُم إِلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعث من الإنس الرسل، ومن الجن النُذُر ومعنى ذلك: أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يبعث رسله من الإنس فيسمعهم الجن كمثل الجن الذين سمعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولوا إِلَى قومهم منذرين، فيكون النذر من الجن، والرسل من الإنس: وهذا الذي قال به ابن عباس ومجاهد وابن جريج وهو قول أكثر السلف، وقال بعضهم: -ولم أجده -ذكر ابن جرير عن الضحاك، فقد ورد أن الضحاك بن مزاحم سأله رجل: هل بعث الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى من الجن رسلاً؟ فتلا عليه الضحاك هذه الآية نفسها من سورة الأنعام: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:١٣٠] فاستدل بذلك الضحاك على أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول يَوْمَ القِيَامَةِ إذا سأل الجن والإنس: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:١٣٠] ففهم من ذلك أن الإنس تأتيهم الرسل من الإنس، وأن الجن تأتيهم الرسل من الجن.

<<  <   >  >>