للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الفرغاني: وكان عالما زاهدا ورعا فاضلا متقنا لقراءة حمزة الزيات، ومن فتاويه أن رجلا قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا بتاتا لا خاطبتني بشيء إلا خاطبتك مثله، فقالت له في الحال: أنت طالق ثلاثا بتاتا، فأفتاه فقهاء بغداد بأنها لا بد أن تطلق وأنه عليه أن يجيبها بمثل ما قالت فتصير بذلك طالقا، فدله شخص على أبي جعفر فجاءه وأخبره بما جرى عليه، فقال له:

امض ولا تعاود الأيمان، وأقم على زوجك بعد أن تقول لها: أنت طالق ثلاثا بتاتا إن طلقتك؛ فتكون قد خاطبتها بمثل ما خاطبتك به، فوفيت يمينك ولم تطلقها.

وعمل ابن دريد قصيدة طنانة يرثي بها ابن جرير يقول فيها (١):

إنّ المنيّة لم تتلف به رجلا ... بل أتلفت علما للدين منصوبا

كان الزمان به تصفو مشاربه ... والآن أصبح بالتكدير مقطوبا

كلا وأيامه الغرّ التي جعلت ... للعلم نورا وللتقوى محاريبا

أودى أبو جعفر والعلم فاصطحبا ... أعظم بذا صاحبا أو ذاك مصحوبا

ودّت بقاع بلاد الله لو جعلت ... قبرا له فحباها جسمه طيبا

٤٦٩ - محمد بن جنكلى بن محمد بن البابا بن جنكلى بن خليل ناصر الدين (٢).

الفقيه الأديب الحنبلي، أحد أمراء مصر.

ولد في سنة سبع وتسعين وستمائة.


(١) الأبيات في ديوان ابن دريد ٣٩ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢/ ١٦٧.
(٢) أنظر ترجمته في: الدرر الكامنة لابن حجر ٤/ ٣٦، المقفى للمقريزي ١/ ١٩٣، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٠/ ٥٠، الوافي بالوفيات للصفدي ٢/ ٣١٠.