للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقول نابغة ذبيان (١):

ولو أنها عرضَتْ لأشمطَ راهبٍ ... عَبَدَ الإلهَ صرورةٍ مُتعبّدِ

لرنا لبهجتها وحُسْنِ حديثها ... ولخالهُ رشَدًا وإن لم يرشُدِ

فيُستبعد صدق الشرطية فيه؛ فكون عروض المرأة للأشمط الراهب العابد يستوجب رُنُوَّه إليها وغيبوبته عن رشده وعبادته مستبعد الوقوع، وإن كان غير مستحيل عقلًا ولا عادة.

وقول قيس بن الملوّح (٢):

ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ... ومن دون رَمْسَينا من الأرض [سبسبُ (٣)]

لظل صدى صوتي وإن كنت رِمّة ... لصوت صدى ليلى يَهَشُّ ويطربُ

يستحيل عادة صدق الشرطية فيه، وإن أمكن عقلًا.

وإنما ساغ نحو هذا في اللغة لأنه نوع من أنواع البديع المعنوي يسمى المبالغة.

وهي في اصطلاح البلاغيين (أن يُدَّعى لوصفٍ بلوغُه في الشدة أو الضعف حدًّا مستبعدًا أو مستحيلًا؛ لئلا يُظن أنه غير مُتَناهٍ فيه)، وهي ثلاثة أنواع:


(١) ديوانه ص ٩٥، ٩٦، دار المعارف.
(٢) ديوانه ص ١٢، دار الفكر العربي.
(٣) في المطبوع: سبب.